قرأت رد الأخ العزيز الدكتور محمد المرعول، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالأمن العام على مقالي المنشور في هذه الزاوية قبل عدة أسابيع بعنوان "أين تكريم رجال الأمن العاملين بالميدان" والذي أبدى ملاحظته لمبالغتي في تقييم الموقف حسب ما ورد في الرد. لن أعيد بالتفصيل ما تطرقت إليه في ذلك المقال حتى لو لم يتفق معي أخي الدكتور محمد، حيث إن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية، لكن وبكل صراحة لا زلت متمسكاً بنفس الرأي الذي أعتبره خالياً من "المبالغات" طالما انه عكس واقعاً لمسته بنفسي من خلال المتابعة المستمرة لكل ما ينشر من أخبار تخص هذا القطاع الحيوي والهام والذي أبديت فيه وبكل صراحة في نفس المقال إعجابي بكل الإنجازات التي حققتها الوزارة، وبالتالي إدارة الأمن العام في مختلف القضايا التي تمس أمن هذا الوطن وعلى رأسها مكافحة الإرهاب. وقد أتى ذلك بلا شك من خلال الدعم والقيادة الحكيمة لسمو وزير الداخلية ونائبه وبإدارة متمكنة من سمو الأمير محمد بن نايف وهذا لا جدال فيه. ولكن مثلما لمست أنا فقد لمس كذلك الكثير من المتابعين والمهتمين الذين لديهم بعض الملاحظات غير الخالية من "المبالغة" في مثل هذا الموضوع لإدارة الأمن العام والذي يخص في المقام الأول حراس أمننا الأوفياء الذين ندين لهم بكل ما نملك لقاء ما قدموه من تضحيات في سبيل أمن هذا الوطن والمواطن. ويعرف جيداً أخي الدكتور محمد وهو رجل يعمل في نفس المجال بأن أهمية دور الإعلام ومؤسساته بنقل مختلف القضايا التي تمس الوطن والمواطن وتخدم رفعة ورقي هذا البلد دون المساس والتجريح بمؤسسات الدولة إن كان النقد هادفاً وذا أغراض إصلاحية هادفة تنموية. وللمزيد من الإيضاح والتعقيب حول تبرير الأمن العام دون الدخول في تفاصيل كما ذكرت، أفيد الدكتور محمد "باختصار" بأن عدم الرفع بأسماء هؤلاء الضباط والأفراد كما ذَكرَ من قبل مرجعياتهم ينبئ بوجود خلل إداري في الإدارات التابعة للأمن العام؟ بل هو اعتراف مباشر من قبلكم؟ ولا يخلي هذا التبرير إدارة الأمن العام ولا إداراتهم من المسؤولية تجاه وضع آلية ونظام واضحين لمعالجة مثل ذلك؟!! إن وضع نظام إداري فعال يشمل الحوافز والمكافآت مثلما هو موجود ومطبق "للجزاءات" سواء كانت عينية أو مادية أو بمنح امتيازات معينة خاصة بهم هو بمثابة تكريم ودعم لهؤلاء الأبطال وهو أحد أهم "عوامل" نجاح المشروع الأمني وأحد أهم الركائز الرئيسية في دفع تلك الهمم لبذل المزيد من المجهودات وتحقيق المزيد من النجاحات محل التقدير التي ستحسب في آخر الأمر لإدارة الأمن العام عن طريق هؤلاء؟! ليستفيد منها الوطن بشكل مباشر والمواطنين على حد سواء، وهذا ما نتمناه جميعاً...