في موسم حمى الغلاء المعيشي وما يواجه الناس من ارتفاع غير طبيعي لبعض السلع اكتشفت مؤخرا لعبة التنافس العملي بين مراكز التسويق التجارية لجذب الزبائن الفارين دوما من مكان لآخر حسبما هي التسعيرة المتداولة في ذلك الوقت. تخفيضات نصف اسبوعية او شهرية ؟ نعم وحقيقية ايضا ولكن ليس من باب المساهمة في التخفيف من موجة الغلاء كما يعتقد البعض وانما لازدياد عدد مراكز التسويق وفروعها في المدن وكثرة المعروض مما جعل الزبائن تتدلع من مكان لآخر بمساعدة إعلانات المتاجر التي تصاحب الجرائد اليومية وتعطي اسعاراً تشجيعية مع صور المنتج كي تعلن عن نفسها. و عليه فقد تحولنا كبيوت إلى متابعين لتلك الظاهرة وامتدادا لوعي تسوقي مستجد اصبحنا ايضا اكثر تركيزا في ضبط المصاريف اليومية ، وإن جاءت العاملة المنزلية ذات يوم وهي طفشانة مثلا تريد الخروج من البيت وتحضر ورقة بقائمة اشياء تقول نحتاجها وأكتشف انها غير ضرورية اطلب منها ان تنتظر للغد تسألني " يعني ما اروح سوبر ماركت مدام ؟" واقول لها " لا ليس اليوم " لا تكتئب فهي تعرف ان مشاوير التسوق المختلفة واردة بحكم تنافس الاسعار بينها وعدم توفر بعض السلع احيانا (مثل البروكلي الطازج والخبز الالماني ذي الحبوب المتكاملة مثلا) اخشى الآن ان اذكر مزاياهما الصحية فتقفز اسعارهما اكثر فأشعر بتأنيب الضمير عموما ما يتداخل الان موضوعيا هو ملاحظة توعية اخرى جاءت بالصدفة. كنت في مشوار نهاري عندما اكتشف البيت كعادته بأننا نحتاج بضعة اشياء في آخر لحظة توقفنا بعدها عند احد مراكز التسوق في شارع التحلية وعندما جاء دور سلة مشترياتي ونظر الكاشير الآسيوي ورأى امرأة منقبة امامه ضرب علي الآلة الحاسبة فورا 10ريالات و 75هللة! لم يهمني المبلغ ولكنني استغربت كيف استطاع ان يقرأ السعر دون ان يمرر المنتجات على الآلة ؟ وعندما بدأ يمررها اخذ يدقق طويلا في الاشياء بشكل مريب ومفتعل وعطلنا قررت بعدها ان اراجع الفاتورة وبالفعل السعر الاول كان وهميا واضطر ان يأتي بالمشرف ويعطي السائق فرق الحساب! ان سلة مشترياتي ذلك اليوم لم تتجاوز 6منتجات فكيف بقوائم الاسبوع او الشهر كيف نتابع حساباتها ؟ نصحت صديقة بعدما حكيت لها ما حدث " انتبهي عند تسوقك" قالت " بسيطة هناك حيلة اخرى ، هل تعرفين المركز الفلاني المشهورالذي نشتري طلباتنا الشهرية منه صار العمال فيه الذين يضعون المشتريات في الاكياس يحتفظون ببعضها ولا نجدها عندما نعود للبيت". قلت "ما رأيك في ذاك الجديد القريب من الحي اذن ؟ " ضحكت وهي تجيبني "لقد فقدت اكياس الفاكهة كلها عندهم بنفس الطريقة والعمالة نجزل لهم العطاء تعاطفا مع احوالهم ومع ذلك يسرقوننا بكل سهولة". موضة جديدة لاشك اكتشفتها العمالة في مجتمعنا دون سيطرة إلا من وعي مطلوب غير ان المرأة المتسوقة التي تكون بصحبة اطفال صغار تتسوق وفي حالة (ربشة مفهومة) عادة ما تكون اكثر عرضة لهذه المواقف من تزوير واضافات لفواتير الشراء خاصة إن كانت تدفع بكرت الصراف الذي عادة ما يسهل الامور لدرجة يجعل مراجعة القائمة تبدو غير ضرورية. فكيف نحل تلك الظاهرة .. هل نتحول تلقائيا وبشكل جماعي إلى حالة انتباه قصوى كلما ذهبنا لمراكز التسوق؟