في اجتماع المنظمات البيئية المحلية والدولية الذي دعت إليه الأممالمتحدة لمناقشة الاحتباس الحراري وتأثيره على بيئة الكرة الأرضية... أعلنت الأممالمتحدة عن مخاوفها من أن مناخ الكرة الأرضية سيصبح جافاً وحاراً على مناطق شمال الكرة لكنها لم تُشر إلى جنوب الكرة الأرضية وما هي التأثيرات سواء إشارات التسونامي وهيجان المحيط الهندي واضطرابات بحر العرب وآخرها العواصف والفيضانات التي ضربت سلطنة عمان... وهنا أود أن أربط بين التغير (المناخي) الطقس الذي طرأ على منطقة الشرق الأوسط من موجات الصقيع والثلوج وتحديداً على بلاد الشام وشمال المملكة العربية السعودية التي لم تشهدها المنطقة منذ زمن بعيد، وبين التغيرات المناخية بسبب الاحتباس الحراري، ولا أود أن يفهم هنا بأني أرحب بالاحتباس الحراري الذي سيجر لنا أجواء شمال أوروبا وثلوجها إلى بلاد الشام والمملكة العربية السعودية... وأيضاً لا أرغب في التقليل من تحذيرات خبراء الأرصاد والبيئة والجيولوجيين والجغرافيين والاستيطانيين لكنها ملاحظة وربما مصادفة أن تحتبس الحرارة شمالاً لتستفيد منها بلدان الجنوب أو شرق المتوسط. وهذه ليست نظرة ذاتية وأنانية وإنما التغير المناخي في مسيرته الطويلة يحتاج إلى - ربما - آلاف السنين حتى يصبح هناك انقلاب .. وعلماء البيئة والمناخ يعرفون جيداً كما يدركون حقيقة أن الاحتباس هو بسبب الدول الصناعية العالم الأول، وأمريكا تحديداً تتحمل مسؤولية التلوث البيئي والتسخين ورغم ذلك ترفض توقيع اتفاقية الحد من الاحتباس الحراري .. والمتضرر الأكثر هي دول أفريقيا والشرق الأوسط والتصحر بدا واضحاً على أجزاء من أفريقيا والجزيرة العربية وبدأت غابات تختفي من مناطق القارة الهندية... وجود الثلج بهذه الصورة على شمال السعودية قد يكون مقدمة لطقس مختلف ستعيشه المملكة العربية السعودية. وهنا لا بد من الاحتراز والتفطن من خلال الدراسات والأبحاث الجغرافية والبيئية والجيولوجية للتفكير في نمط الحياة وأسلوب المعيشة بدءاً من المباني وحتى أنظمة العمل والإجازات لتفادي أضرار ومشاكل البرد والثلوج. نحتاج إلى التعمق في دراسة تلك الظواهر وانعكاساتها على الحياة المستقبلية للتطوير العمراني وأنظمة البناء والطرق...