يولي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج اهتماماً لا يخفى للقطاعات الصحية حتى أصبحت الخدمات الصحية في دول المنطقة عنوانا بارزا لحجم العمل الذي بذل والعطاء المتدفق، فلم تعد الحاجة كما هو الحال في السابق عندما كان سكان الخليج يستبقون إلى تلقي العلاج في العواصم الأوروبية، لقد تبدل هذا الحال فإن وجد فهو قليل جداً وبالتالي لا يرقى لمستوى الظاهرة كما كان في السابق، وبطبيعة الحال إن هذا الواقع لم يتغير مصادفة وإنما نتيجة عمل مؤسسي مدروس في ظل دعم مادي ومعنوي من قبل القيادات الرشيدة التي أدركت منذ وقت مبكر أن الاعتناء بصحة الانسان يعني تعافي وسلامة عجلة الانتاج والتنمية. .. دفعت بهذه المقدمة لكي أقول: إن المؤتمرات المتعددة التي ظلت تحتضنها العواصم الخليجية وخاصة الرياض تمثل سلسلة ممتدة من هذا العمل المؤسسي الذي يستند على الحقائق والأرقام ومن ثم العمل على ترجمتها لواقع ملموس، وفي ذات الوقت الاطار المؤسسي يجيء انعقاد المؤتمر ال 64لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون في دورته "33" ليشكل رافداً آخر لهذه النجاحات المتصلة. فالمؤتمر سيحظى بطرح وجهات النظر الرسمية من قبل أصحاب المعالي الوزراء حول جملة من القضايا الصحية ومن أبرزها "صحة القلب" الذي اتخذ شعاراً للمؤتمر، حيث يناقش أصحاب المعالي السبل المفضية إلى مكافحة الأمراض القلبية والوعائية وأفضل الأساليب للارتقاء بصحة القلب والعمل على تخفيض ومعالجة أمراض القلب والأوعية الدموية. أتمنى لجميع المشاركين في فعاليات المؤتمر التوفيق والسداد والخروج بتوصيات شاملة للتصدي بعون الله للأمراض القلبية الآخذة في الانتشار في المنطقة، وأرفع بآيات الشكر والامتنان للقيادة الرشيدة التي وجهت بتسهيل انعقاد المؤتمر في الرياض وتقديم كل عون حتى يخرج بالنتائج المرجوة التي من شأنها احداث نقلة نوعية في مجال معالجة أمراض القلب لتظل القلوب تنعم بالصحة والعافية وهي تنبض بحب أوطانها التي لم تبخل عليها أبداً. وختاماً تبقى كل الأماني والدعوات الصالحات للمشاركين في المؤتمر بالتوفيق والسداد وتحقيق الغايات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته @ مدير عام الإعلام الصحي والعلاقات