الحرب بين المرشحين للانتخابات الرئاسية تحولت إلى حرب إعلامية بين وسائل الإعلام الأمريكية مابين مؤيد ومعارض لعمل المرشحين الانتخابيين.. وهذا التأييد وذلك الرفض يأتي وفقا للمصالح السياسية والاقتصادية من وراء ذلك التأييد أو ذلك الدعم وإن كان هذا الأمر غير مباشر وواضح للجمهور إلا أن المتابع الإعلامي الدقيق يرى ذلك الأمر جليا وواضحاً. القانون الأمريكي يسمح للمتنافس أن "يشتم" منافسه والخصم "يهاجم" خصمه والمقصود ب"الشتيمة" هنا ليس "التلاعن" وإنما "التلاعب" بالألفاظ فعلى سبيل المثال فالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون دائما "تتحرش" بخصمها اللدود باراك أوباما وتنعته ب"عديم الخبرة" نظرا لصغر سنه وتقول عنه هل تريدون "الصغير" وتقصد بذلك أوباما وتحاول هيلاري أن تقنع جمهورها دائما باختيارها دون اختيار من تطلق عليه "أمريكا لا يقودها ضعيف الخبرة" وأوباما يكرر دائما "أمريكا تريد التغيير ووجه جديد ولا شيء مكرر" على اعتبار أن هيلاري زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كليتنون. الصحف الأمريكية هي الأخرى تحولت إلى أداة "توجيه" و"تسويق" للرأي العام وفق ما تراه الصحيفة أنه الأفضل فعلى الرغم من وجود مرشحين بارزين وأصحاب فكر إلا أن الإعلام لا يركز عليهم باعتبار أن الرئاسة تحتاج إلى "قائد" وليس إلى "فيلسوف" ويظهر هذا جليا في المرشح "مايك كرافيل". ففيما تحاول صحيفة النيويورك تايمز التأكيد على الدور الديمقراطي في العملية الانتخابية وأهمية فوز الفريق الديمقراطي على ما تقوم به الواشنطن بوست من الضغط على المرشحين الديمقراطيين وتشجيع الجمهوريين لاختيار قائدهم.. وعلى الرغم من عدم رضا الواشنطن بوست بفعل إدارة بوش إلا أنها دائما تحاول التبرير وتمرير الرسائل الإعلامية نحو الجمهور أن الخطأ مشترك ولا تتحمله إدارة بوش فقط وأن أمريكا بحاجة إلى "جمهوري" يعيد ترتيب الحرب على الإرهاب . في هذه الأثناء يبدو من الصعب الوصول إلى نتيجة عن من سيفوز بالانتخابات الأمريكية ويتولى دفة قيادة البيت الأبيض. يقول الصحفي آندرو في أثناء حديثه ل"الرياض" انه "من السابق لأوانه معرفة من سيفوز بالانتخابات الرئاسية نظرا لقوة المرشحين الانتخابين وشدة الحرب الإعلامية إضافة إلى أن الزمن لا يزال مبكرا للتنبؤ بمن سيفوز بالانتخابات لكن أتوقع أن الديمقراطيين هم الذين سيفوزون بالانتخابات القادمة نظرا لفشل الحزب الجمهوري..لكن أي الديمقراطيين سينجح فهذا يحتاج إلى وقت.." آندرو الذي التقيناه وهو يقرأ كتاب أوباما الأخير "حلم من والدي: قصة عرق ووراثة" يقول "على الشعب الامريكي أن يتفحص ويدقق ويقرأ عن المرشحين الانتخابيين قبل أن يختار قائده.. أن يعرف عنه كثيرا وأن لا يستجيب لعاطفته وإنما لفكره" وعن من سيختار آندرو رئيسا للولايات المتحدة فيما لوكانت الانتخابات غدا قال "سأختار أوباما" لأنه باعتبار "أفضل شخص قدم مشروعه الانتخابي بطريقة واقعية ومرحلية ومقنعة.. إضافة إلى عمقه وقوته العلمية والعملية وتركيزه" وعن هيلاري ذكر أنها لن تحقق تنائج واضحة مثلما سيحققة أوباما.آندرو "الابيض" لم يمنعه رأيه عن ترشيح أوباما "الاسود" ويقول لا "فرق في اللون طالما أن الجميع أمريكي المولد والنشأة". وسائل الإعلام المرئية خصصت برامج للمرشحين للانتخابات الرئاسية فهناك ساعة الانتخاب في قناة السي إن إن وأخرى في قناة فوكس نيوز وهذه الاخيرة تستضيف "جمهوريين" يؤيدون سياسة بوش في الحرب على الارهاب ومن ثم التأييد والتأكيد على استمرارية مشروع بوش ولكن باستراتيجية أخرى. القناة الشعبية (سبان) تراقب عمل المرشحين وتقوم ببث محاضرات وكلمات عمل المرشحين أو مايتعلق بالعملية الانتخابية على الرغم من وجود فترة طويلة لحين وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض وذلك في السنة القادمة من فبراير إلا أن الحديث عنها أشغل الشعب الأمريكي بنفسه ووصل اهتمام وسائل الإعلام بالمرشحين إلى الدول الأوروبية فقد ذكرت اليو إس أي توداي أن الأوروبيين يتابعون الانتخابات الامريكية بشغف وتقوم وسائل الاعلام هناك بعمل استفتاءات حول الانتخابات الامريكية ومن الذي سيفوز في الرئاسة على الرغم من عدم أهمية هذه الاستفتاءات في العملية الانتخابية إلى أن البعض اعتبر أن الانتخابات الامريكية ربما تكون أهم من انتخابات بلدانهم!! نظرا لأنها الاهم على مستوى العالم. من خلال الرسائل الاعلامية وأهميتها في الإقناع والتوجيه نجد أن "أوباما" يختار عبارات أنيقة للتأثير على المرشحين فبعد هزيمته الأخيرة في نيوهامشر على منافسه "هيلاري" قال لجمهوره: "أعرف.. صوتي خفيض.. وعيوني ذابلة.. وظهري يؤلمني.. لكن روحي قوية.." هيلاري هي الاخرى تحاول التأثير على جمهورها من خلال كلمات عاطفية مثل "أمريكا تحبكم.. ونحن أيضا كذلك".. "أنتم تحيون القلوب بتشجيعكم وإلهامكم" وتقول أيضا "أمريكا ستفوز لمن يختار الحب".