تعد محافظة المخواة واحدة من أبرز الوجهات التي حباها الله الجمال في مناظرها وأجوائها وتراثها، فهي تتخذ موقعاً متميزاً على هضبة ملتقي الأودية وهي حاضرة الشطر التهامي حيث يسكنها أكثر من 70 ألف نسمة.. وتمثل الزراعة الحرفة الرئيسية في المخواة، إذ أنها تقع على ضفاف عدة أودية الأمر الذي أكسبها خصوبة في تربتها وتوفر في مياهها الجوفية، وكذا في مياهها الجارية ببطون الأودية، وهي تشتهر بزراعة الفواكه بأنواعها مثل البرتقال والموز والمانجو والليمون واليوسفي، علاوة على زراعة الخضروات والذرة والدخن الذي تمتاز به عن بقية مناطق المملكة. وتكتنز المحافظة العديد من المواقع والقرى والقلاع والحصون الأثرية التي ما تزال شاهدة على تاريخ المخواة العريق، فبها قرية ذي عين ذات الجمال الخلاب والخضرة الدائمة، وبها قرية عشم التي تعد واحدة من أبرز القرى والمستوطنات التعدينية بالمنطقة فضلاً عن ما تحمله من كتابات ونقوش إسلامية تعود لبدايات العصر الإسلامي. وتحتضن المخواة منذ الأزل سوقاً كبيراً وحركة تجارية عالية كونها تقع في منطقة متوسطة بين مدينة الباحة ومحافظة القنفذة، حيث يرتاد أسواقها الكثير من السكان القادمين من حدود القنفذة ومن نمرة ومن الباحة الأمر الذي جعل الجميع يحرص على سوق المخواة، الذي يبدأ نشاطه من عصر يوم الاثنين وحتى أذان مغرب يوم الثلاثاء، ويتم فيه بيع جميع ما يحتاجه المتسوق من حبوب وتمور وأغنام وغيرها. وتتمتع محافظة المخواة ومراكزها بالعديد من الأماكن السياحية الجاذبة، ففي دائرة حضارتها تتوزع أروع وأجمل الأماكن السياحية الجديرة بالزيارة للتمتع بالمناظر الخلابة والشلالات الهادرة التي ربما لا يتوقعها أحد لا سيما في فصل الشتاء، حيث تكثر الأمطار على الجزء التهامي فتلبس جبالها وأرضها حلة خضراء تسر الناظرين. وتتوزع تلك المواقع السياحية في الجهات الأربع من المحافظة ففي الجهة الشمالية تقع قرية ذي عين الأثرية ووادي مليل، حيث المساحات المفروشة بالرمل الأبيض الناعم التي تظللها غابة من شجر السرد والأثب، أما الجهة الغربية فيوجد بها وادي ناوان وجبل شدا الأسفل، حيث المزارع التي تمثل سلة غذاء المنطقة. وفي الجهة الجنوبية من المحافظة يجد الزائر متنزهات وادي الأحسبة الذي ورد ذكره في كثير من الكتب لكونه جزءاً من الطريق الذي يصل بين مكة واليمن وهو وادٍ أشتهر بكثرة مياهه المتدفقة وغاباته الكثيفة، وأما الاتجاه الشرقي، فهناك وادي ضيان الذي ينتهي إلى متنزهات جبال حزنه التاريخية التي تضم بقايا مزارع قديمة وينابيع مياه صافية. فأينما يتوجه زائر المخواة لا يجد إلا ما يسره، خاصة وأن أغلب المواقع التي تم ذكرها تزخر في هذه الأيام بفعاليات متنوعة تتناسب مع مختلف فئات وشرائح المجتمع من الرجال والنساء والأطفال.