في الوقت الذي أعلنت من خلاله وزارة الزراعة - الثلاثاء - عن اكتشاف بؤرة جديدة عالية الضراوة لمرض انفلونزا الطيور في محافظة الخرج بعد مضي شهر ونصف الشهر على اكتشاف آخر إصابة بالمملكة. أكدت منظمة دولية ان الفيروس القاتل لا يزال يشكل تهديداً عالمياً شاملاً ويتطلب مراقبة دقيقة وجهوداً مكثفة لمكافحته فمنذ ديسمبر "كانون الأول" 2007م، أكدت كل من بنغلاديش والصين ومصر وألمانيا والهند واندونيسيا وإيران وإسرائيل وميانمار وبولندا وروسيا وأوكرانيا وتركيا وفيتنام حالات تفش جديدة من فيروس (H5N1) وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO). وطبقاً لبيان حصلت "الرياض" على نسخة منه، قال خبير بيطري لدى المنظمة: "نحن الآن في وضع أفضل لمواجهة المرض مقارنة بالحالة قبل ثلاثة أعوام. فاجراءات المراقبة والرصد، والكشف المبكر، والاستجابة الفورية شهدت تحسناً بل ونجح كثير من البلدان المتضررة بالمرض فعلياً في القضاء على الفيروس بين أسراب الدواجن لديها". غير أن أزمة فيروس انفلونزا الطيور، طبقاً للخبير أبعد ما تكون عن نهايتها ولم تنفك تثير القلق لا سيما في حالة اندونيسيا وبنغلاديش ومصر، حيث توطن الفيروس في عمق مناطق هذه البلدان رغم الجهود الكبيرة المبذولة لمكافحتها. وحذر الخبير دومنيك قائلاً ان من المتعين على البلدان مواصلة مراقبتها عن كثب لتطورات الحالة، إذ "لم يصبح الفيروس أكثر قدرة على العدوى للإنسان، وإن كان لم يزل مستشرياً في أجزاء من آسيا، وافريقيا وربما أوروبا. لذا لم يفتأ الفيروس يشكل تهديداً لامكانية تفشي وباء بشري عارم من الانفلونزا". وفي معرض التعليق على الحالات المنفردة لبعض البلدان، قال خبير المنظمة ان الهند تناضل من أجل السيطرة على أسوأ جائحة تشهدها من هذا الوباء في الطيور بولاية غرب البنغال. وتعد اندونيسيا من أشد البلدان تضرراً بالمرض حيث سجلت فاشيات، بعضها بالغ الحدة، عبر 31مقاطعة من بين 33مقاطعة لديها في المجموع منذ عام 2004.كذلك تشكل حالات الإصابة البشرية المتواصلة. وأفاد الخبير دومنيك بالقول: "لقد لاحظنا ظهور سلالات جديدة من الفيروس مؤخراً في اندونيسيا، مما قد يعني أن الأمصال المستخدمة لديها قد لا تكفي لحماية الدواجن من المرض، ويستدعي ذلك مزيداً من التحريات وتطوير أمصال أعلى فعالية لتحصين الدواجن". وتمضي الحكومة الاندونيسية مع المنظمة طبقاً لموقع الأخيرة على الشبكة العنكبوتية في جهد منسق عبر شبكة المختبرات المرجعية الدولية المشتركة بين المنظمة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) بتنفيذ برنامج لمراقبة الفيروس والإحاطة الدقيقة بأبعاد المشكلة كافة. وفي بنغلاديش تضررت 21مقاطعة من أصل 64، من جراء فيروس (H5N1) ويبدو أن الوضع لم ينفك يتدهور. كما يبدو ان المرض بات شديد التوطن في أراضيها إذ لم تنجح حملات المراقبة والرصد والمكافحة إلى الآن في الحيلولة دون انتقال الفيروس عبر مقاطعات بنغلاديش. وتباشر المنظمة بتعزيز وجودها في البلاد لدعم الحكومة في مساعيها للسيطرة على انتشار المرض. ولاحظ خبير المنظمة ان مصر صعّدت حملاتها لمكافحة انفلونزا الطيور، لكن الفاشيات الأخيرة لديها تشير إلى أن جهود المكافحة تتطلب تعزيزاً إضافياً.