كشفت تقارير المتابعات الأخيرة لوباء انفلونزا الطيور في 15بلداً عن أن فيروس المرض "H5N1" لا يزال يشكل تهديداً عالمياً شاملاً ويتطلب مراقبة دقيقة وجهوداً مكثفة لمكافحته. واستناداً إلى رئيس دائرة الصحة الحيوانية لدى منظمة الصحة العالمية جوزيف دومنيك فإن الكثير من التقدم قد تحقق على الصعيد العالمي في السيطرة على الفيروس. وأضاف "نحن الآن في وضع أفضل للتعامل مع المرض مقارنة بالفترة قبل ثلاثة أعوام.. لذلك فإن اجراءات الرقابة والكشف المبكر والاستجابة الفورية قد شهدت تحسناً وان الكثير من البلدان المتأثرة بالمرض قد نجحت في ازالة الفيروس من الدواجن". ولكن أزمة فيروس انفلونزا الطيور، حسب السيد دومنيك هي ابعد ما تكون قد انتهت لذلك تبقى مثيرة للقلق حتى بات هذا الفيروس يمثل الخطر الأكبر رغم الجهود الكبيرة المبذولة لمكافحته. وقال السيد دومنيك انه يتعين على البلدان أن تبقى يقظة ازاء تطورات الحالة ولاسيما وأن الفيروس لم يصبح بعد معدياً بدرجة أكبر بالنسبة لبني البشر، ولكنه رغم تمكنه من البقاء في أجزاء من آسيا وافريقيا وربما أوروبا فإن الفيروس ما زال على أي حال يهدد باندلاع وباء انفلونزا بشري". وفي معرض التعليق على بعض البلدان بصورة منفردة قال السيد دومنيك ان الهند تكافح من أجل السيطرة على أسوأ موجة من موجات انفلونزا الطيور في غرب البنغال.. وقال ان اندونيسيا تعد إحدى أشد الدول تضرراً حيث تأثرت 31ولاية فيها من أصل 33ولاية وبصورة ثقيلة منذ عام 2004م، علماً بأن الحالات البشرية المتزايدة فيها باستمرار تشكل مصدر قلق. وأفاد "اننا قد لاحظنا ان السلالات الجديدة من فيروس انفلونزا الطيور قد ظهرت مؤخراً في اندونيسيا مع التوقعات بأن الأمصال المستخدمة قد لا تحمي بشكل تام الدواجن من المرض المذكور مما يتطلب اجراء المزيد من التحريات، فضلاً عن تطوير الأمصال وتحسينها". وفي مصر تصاعدت حملة مكافحة انفلونزا الطيور، غير أن الموجات التي اندلعت فيها مؤخراً تشير إلى أن جهود المكافحة ينبغي تقويتها حسب رأي السيد دومنيك الذي أوضح "ان الإبلاغ عن الموجات الجديدة في الدواجن واجراءات التعقيم وعمليات الاعدام والسيطرة على حركة الحيوانات واعتماد الأمن البايولوجي على المزارع والأسواق تبقى غير كافية وبحاجة إلى التحسينات.. وقال ان حملات التلقيح كانت ناجحة بشكل عام في المزارع التجارية، لكنها لم تكن كذلك في أوساط المنتجين محدودي النطاق". ومما يُذكر انه في أعقاب النجاحات الأولية لحملات التلقيح في مزارع الدواجن الصناعية، ربما تباطأت اجراءات المكافحة، الأمر الذي أفسح المجال أمام المرض للظهور من جديد في القطاع الصناعي مما أدى إلى إعادة انتشاره بصورة أوسع في كافة أرجاء البلاد. وأكد دومنيك على ضرورة اجراء المزيد من التحريات بشأن احتمالات تغير سلالات الفيروس.. هذا وتعمل المنظمة بصورة وثيقة مع الحكومة المصرية على تعزيز كل الجوانب المتعلقة بالتطهير من المرض والمكافحة والاتصالات. وتجدر الإشارة إلى أنه أكثر من 50بلداً تحظى بمساعدة المنظمة تمكنت من مكافحة المرض وازالته في الدواجن، وأشار دومنيك إلى أن اجراءات الرقابة والمكافحة الفورية والأمن البايولوجي والتلقيحات المناسبة وعمليات الإعدام وتعزيز الخدمات البيطرية ما هي إلا عناصر أساسية لإنجاح حملات مكافحة فيروس انفلونزا الطيور.