رحب الحكام الإداري لجزيرة هونغ كونغ دونالد تسانغ بافتتاح فروع لمصارف سعودية في الجزيرة، مشيراً إلى أن منتجات التمويل الإسلامي جاذبة لكلا المستثمرين المسلمين وغير المسلمين وأن الطلب على الأسهم الإسلامية يأتي من مستثمرين غير مسلمين لأنهم وجدوا فيها عائداً مجزياً، موضحاً بأن هناك عدداً من كبريات المصارف العالمية في هونغ كونغ خصصت موارد معتبرة لإيجاد وتقديم خدمات التمويل الإسلامي. وعزا تسانغ في حديث ل "الرياض" عدم افتتاح مكتب أو ممثلية تجارية لهونغ كونغ في المملكة بسبب تواضع حجم التجارة بين المملكة وبلده، مؤكداً الرغبة القوية لديهم للاستثمار في المملكة مشيراً الى ان حجم التجارة سيشهد نمواً كبيراً وبالتالي العمل مستقبلاً على زيادة المكاتب التجارية بما تقتضيه الضرورة. فإلى نص الحوار: @ في البداية لو حدثتنا عن مضمون الزيارة التي تقومون بها إلى المملكة العربية السعودية، وأهم المحاور التي طرحتموها مع المسؤولين في المملكة خلال هذه الزيارة؟ - التقيت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما التقيت بأمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وبرجال أعمال سعوديين، كذلك التقيت بالأمير الوليد بن طلال وباثنين من الوزراء هما وزير المالية ووزير التجارة وأعتقد أن هذا كان إنجازاً طيباً لزيارة لم تزد عن 24ساعة وكانت لقاءات جيدة وسادت مشاعر الدفء في هذا اللقاء وإنني على ثقة كاملة بأننا سوف ننجز الكثير من هذه اللقاءات. @ ما هو تصوركم من أجل تنمية الاستثمارات المتبادلة بين المملكة وهونغ كونغ خاصة في ظل عدم وجود مكتب تجاري أو ممثلية اقتصادية لهونغ كونغ في المملكة والتي تعتبر أكبر دولة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وأغناها؟ - بخصوص تواجدنا التجاري هنا فإن بعثاتنا التجارية قليلة للغاية في الوقت الراهن حث انه من المكلف الاحتفاظ ببعثة تجارية كبيرة وحجم تجارتنا مع السعودية متواضع جداً ولم يصل إلى مليار دولار أمريكي غير أنني على ثقة أنه من خلال العمل الترويجي الذي نقوم به ورغبتنا القوية في الاستثمار في السعودية فإن حجم التجارة سيشهد نمواً كبيراً وبالتالي سنعمل على زيادة مكاتبنا التجارية بما تقتضيه الضرورة وفي الوقت الحالي يتولى مكتبنا التجاري في دبي المهمة. @ هل ترون أن جزيرة هونغ كونغ تتمتع بالأرضية المناسبة من أجل جذب وتنمية استثمارات تتخذ من الاقتصاد الإسلامي أساسا في التعامل؟ - نرحب جداً بالمصرفية الإسلامية في هونغ كونغ حيث نعتقد ان لهذا النوع من التعامل الإسلامي الإسلامي فرصا ضخمة للاستثمار في الصين الأم حيث تتوفر البنية التحتية اللازمة وأعتقد انه لا توجد صعوبة في التعامل في هذا المجال بهونغ كونغ حيث يمكن صياغة الفرص الاستثمارية في أداة مالية موحدة تخدم هذا الغرض خاصة وأن القانون في هونغ كونغ يتسم بمرونة كبيرة كافية لاستيعاب هذا النوع من الاستثمار وأعتقد أن موقعنا في الشرق الأقصى مثالي لتقديم خدمات التمويل الإسلامي فهي مؤهلة بما لديها من خبرات ومهارات في تطويع قوانينها لتتناسب مع الأحكام الإسلامية فيما يخص المال والتمويل، إن منتجات التمويل الإسلامي جاذبة لكلا المستثمرين المسلمين وغير المسلمين وهناك دليل على أن الطلب على الأسهم الإسلامية يأتي من مستثمرين غير مسلمين لأنهم وجدوا فيها عائداً مجزياً، وهناك عدد مقدر من كبريات المصارف العالمية في هونغ كونغ خصصت موارد معتبرة لإيجاد وتقديم خدمات التمويل الإسلامي، لقد تم إطلاق أول صندوق تجزئة إسلامي مؤخرا، وفي ديسمبر الماضي بلغت قيمة الطلبات المقدمة للصندوق 45مليون دولار. @ قامت بعض المصارف السعودية بفتح فروع لبنوكها في شرق آسيا، ما مدى ترحيب هونغ كونغ لمثل هذه الخطوات؟ - بخصوص المصارف السعودية نرحب جداً بوجودها في الجزيرة ويمكن لهذه المصارف العمل في سوق هونغ كونغ إما من خلال امتلاك مصارف محلية أو الدخول في مشاريع مشتركة مع المصارف القائمة في هونغ كونغ أو حتى بإقامة مكاتب تمثلها هناك إنني أدعو المصارف السعودية للنظر في مثل هذه الخطوة بإنشاء أفرع لها لدينا في الجزيرة. @ تعد سنغافورة سباقة في مجال الاقتصاد الإسلامي هل ستسير هونغ كونغ على خطى سنغافورة؟ - نحن نختلف عما في سنغافورة غير أننا نتعلم من مناطق أخرى حيث إننا نتعلم من السعودية ولهذا كانت زيارتي هذه وعليه فإنني آمل في أن نوجد قاعدة لكل أنواع المنتجات بما فيها المنتجات الممولة إسلاميا والتي يتم إنتاج بعضها في سنغافورة وفي الصين الأم وفي أماكن أخرى وإنني أعتقد بأن هونغ كونغ سوف تتيح فرصة كبيرة مواتية أمام كل هذه المنتجات. @ في الوقت الذي توجهون فيه الدعوة لشركات سعودية لبدء نشاط تجاري في هونغ كونغ لا نجد شركات لديكم لها فروع هنا في المملكة؟ - بخصوص عدم وجود فروع لشركاتنا في السعودية فإننا قبل عام 1997كنا نعمل في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبعد التوحيد شرعنا في البحث عن أسواق جديدة ومجالات استثمارات جديدة مثل الاستثمار الإسلامي كما إننا شرعنا في تعريف الآخرين بإمكانياتنا الاستثمارية ولهذا السبب أنا موجود الآن في المملكة العربية السعودية. @ هل نجحت هونغ كونغ في استيعاب مبدأ "بلد واحد ونظامان"، أم أن الأمر بحاجة لتعديلات على هذا المبدأ تمنح على أساسه هونغ كونغ مزيداً من الصلاحيات؟ - حول عمل مبدأ "بلد واحد ونظامان" فإن هذين النظامين يعملان على نحو جيد للغاية وقد تمكنا من التغلب على بعض المصاعب في بداية الأمر غير أن النظامين يعملان الآن بشكل متكامل تماما كما أنه لا موانع في عبور الناس من الصين الأم إلى هونغ كونغ حيث يعبر يومياً أعداد كبيرة من الناس إلى هونغ كونغ وبالتالي فإنه لا توجد عقبات أو صعوبات في هذا الشأن.