«منال العتيبي».. ابنة الخمسة عشر ربيعاً.. فتاة كفيفة لكنها موهوبة.. أبصرت الدنيا منذ ولادتها بنظر ضعيف.. تردد والداها كثيراً على الأطباء أملاً بإيجاد علاج لها لكن العلاج مفقود في الداخل وحتى الخارج. التحقت بالمدارس العادية منذ بداية تعليمها، لكن ما ان وصلت الصف الرابع الابتدائي حتى انتقلت الى معهد المكفوفين.. وهناك تدربت على الكتابة على (آلة برايل) لمدة سنة كاملة، بعدها استأنفت مشوارها الدراسي والآن هي في الصف الأول متوسط. لم تيأس لذا حاولت في إحدى المرات استغلال فترة فراغها أن تجرّب آلة برايل التي بين يديها وتقدم على خطوة تدور في خلدها (فهل يمكنها تسخير تلك الآلة المعقدة للرسم أيضاً؟!!).. خطت خطوتها الأولى.. بالرسم على (آلة برايل)؛ وبالفعل نجحت فكان بين يديها مجموعة من الصور المرسومة بتلك الآلة التي يتطلب التعامل معها دقة شديدة. صور منال تتطلب قدرة وخيالاً وسرعة في تشكيل الرسمة وتم ملء فراغاتها بالألوان. بادرت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الى تبني موهبة (منال)؛ لذلك كان لابد من عرض هذه الموهبة - بعدما تمت عملية التنسيق من قبل المؤسسة مع استاذتها في معهد المكفوفين - على أحد المختصات في الفن التشكيلي.. حيث اطلعت على الأعمال المقدمة لكنها لم تكتف بذلك بل طلبت الالتقاء بالفتاة ومن ثم تم تحكيم موهبتها. لم يقف مشوار التبني عند هذا الحد، بل سعت المؤسسة الى اشراكها في مسابقة الشارقة لرسوم الأطفال (ألوان الطفولة العربية) في دورتها السابعة لعام 2005م.. والمنظمة من قبل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بدولة الإمارات العربية المتحدة/ مراكز الأطفال والفتيات بالشارقة.. حيث حصلت على المركز الأول - فئة ذوي الاحتياجات الخاصة - عن عملين شاركت بهما من بين 87 عمل (للفئات الخاصة) انطبقت عليها الشروط.. مقدمة من قبل أكثر من دولة خليجية وعربية هي الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ومصر، وسوريا، والأردن، والعراق، ولبنان والسودان، والجزائر، وفلسطين، وليبيا.