في يوم الخميس 1429/1/16ه فجعت بوفاة العم الفاضل الشيخ صالح بن محمد آل صالح.. كان الفقيد له من اسمه نصيب كبير من صلاح النفس والتقوى وحسن معاملة الآخرين، فهنيئاً له بدعوات أحبائه وأقربائه الذين ترك فيهم حبه وحسن معاشرتهم له. نعم، هكذا يكون المؤمن محسنا الظن بربه، حينما تنقطع أسباب القوة ويصل المرء الى النهاية ينفتح له باب الأمل، ليس في الحياة، ولكن فيما عند الله.. وليس ذلك إلا للمؤمن. هذا الاطمئنان الذي وجدته عند العم صالح هو الذي نجده عند المؤمنين الذين علموا أنهم يقدمون على رب كريم حليم رحيم.. وأنه لن يضيع أجر من أحسن عملا، فتفيض أرواحهم وهي مطمئنة، كما قال تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية). هكذا حسبناك.. وبهذا نشهد لك، والله يتقبلك في عباده الصالحين. لقد أحبه وأثنى عليه الغرباء قبل الأقرباء، فخصاله كريمة وسجاياه حميدة وروحه طيبة ونفسه لطيفة ومواقفه متفانية ودينه رزين ومكانته رفيعة.. وعرفه الجميع بالبشاشة وحسن الخلق وخير شاهد على ذلك الجمع الغفير الذي حضر للصلاة عليه في جامع الملك خالد في يوم الجمعة - ومن مشى في جنازته.. وكان فقده خسارة كبيرة.. ولكن ما أثلج صدري أنني زرته قبل وفاته بأيام قليلة فلن أنسى تلك الابتسامة الحانية يا عمي.. فرحم الله علمنا البارز.. وجزاه الله خير الجزاء وألهمنا الصبر والسلوان.. (إنا لله وإنا اليه راجعون).. قدّر الله وما شاء فعل.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.. وأسأل المولى عز وجل أن يخلف أبناءه ومحبيه الخير كله، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب، إن القلب يحزن والعين تدمع وهذه حال الدنيا. يقول الشاعر "ابن جبير الكناني": عجبت للمرء في دنياه تطمعه في العيش والأجل المحتوم يقطعه يغتر بالدهر مسرورا بصحبته وقد تيقن أن الدهر يصرعه ويجمع المال حرصا لا يفارقه وقد درى أنه للغير يجمعه تراه يشفق من تضييع درهمه وليس يشفق من تضييع درهمه وأسوأ الناس تدبيرا لعاقبة من أنفق العمر فيما ليس ينفعه