الصادقون، والمنصفون، والعقلانيون، الذين ينظرون من خلال رؤية موضوعية، وبريئة، وصادقة يدركون ويؤمنون بأن لدى القيادة رغبة في التطوير، والتحديث، ورفع مستوى كفاءة الاقتصاد، والتعليم، وتوفير فرص العمل، وأن تكون لقمة العيش حقاً مكتسباً للمواطن يجب أن تتوفر وتتاح وتُمتلك سبل تحقيقها، والحصول عليها، كما وأن هموم المواطن أينما كان، وأينما تواجد على جغرافية الكيان، وحيثما كان في المزرعة، أو المدرسة، أو المعمل، في القرية، أو الهجرة، أو المدينة. هي هاجس يومي لهذه القيادة. وهمّ تعيشه على مدار الساعة. وتنطلق في عملها اليومي من خلال أن يكون هذا المواطن مصاناً في كرامته، تتوفر له كل مقومات الحياة الكريمة، وأن يعيش بما يليق بالبشر من حياة، وأن يتوفر له الخبز، والدواء، والتعليم، والعمل، والأمن. هذا شعور راسخ لدى كل صادق، ومخلص، ومؤمن بصدق التوجه، وليس في قلبه مرض التجني، أو التشكيك، أو المكابرة، والعناد، وتزييف الواقع، والنظرة إلى نصف الكأس الفارغ ؛ فالقيادة يسكنها زخم كبير من الرغبة، والنية، والتوجه. في أن تكون أوضاع المواطن الاقتصادية، والمعيشية، والأمنية في مستوى جيد، إن لم تكن في مستوى ممتاز، وأن تكون الخطط، والبرامج، والفعاليات، والأهداف منصبة بشكل أساسي على التخفيف من المعاناة، والأوجاع، والمطبات التي يمر بها المواطن. وبدهي أن الرغبة وحدها لا يمكن أن تغير واقعاً معيناً ومعاشاً في لحظة الزمان. وبدهي - أيضاً - أننا كأي مجتمع سنمر بلحظات تعثر، ولحظات إحباط لا يصل إلى العجز مطلقاً في صياغة وصناعة ما نريد. إذ أن الأسباب، والأوجاع، والمشكلات متشابكة وربما أكثرها لا يتصل بالواقع المحلي، أو القرار الداخلي. بل هناك مؤثرات خارجية فاقتصاديات العالم أصبحت متشابكة ومترابطة يتأثر بعضها ببعض، وتلقى سلبيات اقتصادية دولة ما في حياة دولة أخرى. من هنا لا ننكر أن لدينا مشكلات، ولسنا في معزل عن الآخرين في هذا العالم، ولا ننكر - أيضاً - أن لدينا أخطاء في مسيرتنا، والخطأ دائماً هو الطريق إلى الصواب، ولكي تنجح يجب أن تخطئ لتتعلم، وتعيد التفكير في تجاربك، وبرامجك. غير أن ما صدر عن القيادة من قرارات تلامس الهمّ المعيشي للإنسان هي خطوة رائعة أقلها أن وعي القيادة، وهمها منحصران في حياة المواطن. يتلمسان همومه، ومتاعبه، وجراحاته ويعملان على تقطيبها، ووضع العلاج لها. ولعلنا من منطلق الصدق والإنصاف، ومن ثم المكاشفة، والمصارحة نرى أن همّ السكن، وإيجارات السكن الخيالية أصبحت أوجاعاً لا تطاق، ولا تحتمل. فالموظف الذي راتبه أربعة آلاف ريال كيف يمكن له أن يستأجر شقة سكنية بأربعين ألف ريال على الأقل..!!؟ ثم - وهذا مهم - ظاهرة البطالة التي هي ظاهرة مخيفة في المجتمع بشبابه، وشاباته. يجب أن نفتح عملاً جاداً وواعياً لمعالجتها فهي داء خطير. ونختم. بأن أهم مقومات الحياة هي الأمن الغذائي، والأمن الشخصي. (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). وهذا ما يسعى إليه الكائن البشري.