يتجه بعض رجال الأعمال في هذه الفترة الى افتتاح أكاديميات لكرة القدم، ولا شك ان هذه الفكرة رائدة وجديدة وتستحق الدعم والتشجيع وتذليل الكثير من العقبات في سبيل المصلحة العامة وتحقيق المزيد من التطور والإنتاج في عالم كرة القدم والاحتراف خصوصاً ان اصحاب هذه الأكاديميات والقائمين عليها هم من خيرة الرياضيين والمفكرين، ومن المؤكد ان من أول وأهم الأهداف التي وضعت في أجندة هذه الأكاديميات مصلحة الوطن والشباب من خلال خدمة حديثة ينفذها أفضل المختصين والخبراء من أشهر الأندية وأعرقها بالعالم. ومن المعروف ان هذا النوع من المدارس والأكاديميات يعتمد برامج مبكرة وعديدة وطويلة الأمد تهتم بالتعريف والتثقيف والتكوين والتدريب والتطبيق، ولا شك ان هذه المشاريع تحتاج الى العديد من الكوادر والخدمات المساندة مما يتطلب الكثير من رأس المال الأمر الذي يجعل المستثمر يلجأ الى فرض الرسوم العالية للانتساب للأكاديمية، وبالتالي نبتعد كثيراً عن الأساس وعن البساطة المعروفة عن كرة القدم ولن يستفيد من هذه الخدمة إلا الأغنياء وأهل النخبة. @@ نتمنى ان تصدر لوائح جديدة من شأنها أن تحفظ الحقوق للجميع بحيث نضمن للمستثمر استرداد امواله وتحقيق الربح وان يستفيد من الأكاديميات جميع الشرائح من المجتمع لأن ذوي الدخل المحدود او بعبارة أخرى البسطاء لا يستطيعون الالتحاق بهذه الأكاديميات على الرغم من وجود المهارة والإبداع لدى هذه الفئة من المجتمع. ولو تأملنا قليلاً لوجدنا ان هناك ارتباطا وثيقا بين النجومية والفقر في كرة القدم، ولا تكاد تستعرض مسيرة نجم لامع وصاحب شهرة واسعة إلا وتجد البساطة والفقر واحدة من اهم المراحل والدوافع التي ساعدته على التألق والنجومية والغريب ان تلك الفترة على ما فيها من صعاب وقلة ذات اليد، إلا انها أفرزت أفضل اللاعبين وأكثرهم مهارة وعلى وسبيل المثال كان "بيليه" ماسحا للأحذية وباع "يورك" المرطبات لكي يشتري حذاء للعب وتخرج "مارادونا" من أفقر الأحياء في الأرجنتين ولم يجد "اوكاشا" أي وسيلة لتنمية مهاراته سوى العلب الفارغة بالشوارع والتحق أبو "تريكة" بمصنع الطوب وصدرت مصر أعرق اللاعبين من الأزقة وكرة الشراب، وهكذا في كل أنحاء العالم وعلى ذلك نقول ان الأمور قد تغيرت وأصبح هناك علم وتقنية. ومن الممكن أن يستفاد منها متى ما كانت سهلة وبسيطة وفي متناول الجميع.