مع اشتداد البرد في مدينة الرياض كما هو في مناطق المملكة المختلفة توجه الناس لوسائل التدفئة المختلفة ومن هذه الوسائل الكيروسين أو ما يسمى لدى العامة القاز وقد لاقى غالبية محتاجي القاز في بداية الأمر صعوبة في الحصول عليه لعدم توفره الا في محطات بعينها وقد نفت ارامكو السعودية مراراً وتكراراً وجود نقص في العرض وان النقص ناتج من تلاعب بعض أصحاب القلوب المريضة في تخزينهم كميات كبيرة من الكيروسين وعرض القليل منه للمواطنين والمقيمين مما يسبب الازدحام وارتفاع السعر، وقد قام بعض العمالة باستغلال هذا الأمر لصالحهم مع حاجة المواطن للكيروسين بسبب تدني درجة الحرارة في مدينة الرياض حيث تقوم تموينات بشراء كمية كبيرة من الكيروسين من المحطات بسعر البيع المعتمد من قبل ارامكو ومن ثم بيعه إلى المواطن بأسعار خيالية يشتريها المواطن مضطراً لحاجته إلى هذه المادة. "الرياض" قامت بجولة على أحد تلك التموينات حيث سألنا العامل المتواجد داخل التموينات عن وجود كيروسين فاجاب بوجوده ولكن بسعر 5ريالات للجالون - اللتر ونصف اللتر - والذي يستخدم عادة في محلات بيع العصير فوافقنا على طلبه وطلبنا مشاهدته ولكنه كان حريصاً حيث انه يضع الكيروسين خارج التموينات في ثلاجة متعطلة، فتح الثلاجة فوجدنا كمية كبيرة من الكيروسين معبأة داخل جالون 1.5لتر فسألناه عن مصدرها فقال إنه يشتريها من المحطات التي تبيعها بكميات كبيرة ومن ثم نفرغها داخل هذه الجوالين، فقلنا له ان ذاك مخالف فاجاب أننا نتحمل عبء الازدحام والوقوف مع تلك الطوابير لفترة طويلة اثناء حديثنا معه نزل الزميل المصور لالتقاط الصور فأخبرناه انها مجرد صور للذكرى، فسكت وجعل المصور يكمل تصويره وبعد الانتهاء فوجئنا باحد المواطنين يشاركنا في النقاش ويسأل عن الموضوع فقلنا له ان صاحب هذه التموينات يبيع الكيروسين بسعر خيالي دون حصوله على رخصة أو غيره فقال المواطن - مخاطباً العامل-: هذا تلاعب وتحايل على النظام والمفروض ان يتم محاسبتكم على فعلتكم هذه فهذا الامر استغلال للظروف ثم ان ارامكو قد وفرت كمية كبيرة من الكيروسين لاستهلاك الجميع دون تمييز وتأتون انتم للتلاعب بالأسعار فرد العامل لسنا الوحيدين الذين رفعنا الأسعار فالجميع رفع السعر فرد المواطن انتم ما هي صفتكم لبيع الكيروسين بهذه الطريقة؟ فلم يستطع العامل الاجابة سوى ان هذه المادة استهلاكية وهم يبيعون المواد الاستهلاكية. من جانبه يقول المواطن سعيد مفلح والذي رفض التصوير بان هذه التموينات تبيع الكيروسين بهذا السعر منذ فترة طويلة مستغلة حاجة الجميع للكيروسين دون وجود من يحاسبهم أو يعاقبهم، ونحن نشتري مضطرين لبعد أقرب محطة توفر الكيروسين من منازلنا بالإضافة إلى وجود ازدحام والسؤال هو لماذا لا تعاقب هذه العمالة على فعلتها ولعلهم يطبقون المثل القائل من أمن العقاب اساء الأدب.. توجهنا بالسؤال للدكتور عبدالعالي العبدالعالي مدير عام مكافحة الغش التجاري بالوزارة فافاد ان ذلك ليس من اختصاص الوزارة وان ذلك من اختصاص البلدية التي يتبع لها المحل فاتصلنا بالمهندس محمد الشهراني رئيس بلدية الروضة والذي تجاوب مشكوراً معنا ووجه على الفور عدداً من مراقبي البلدية إلى التموينات وسحب الكميات المعروضة مع ايقاع مخالفة لصاحب التموينات لبيعه مواد لا تدخل ضمن المواد المسموح له ببيعها.