في العام 1853م تحدث رتشارد بيرتو ضمن يومياته عن الازياء وتسريحات الشعر السائده آنذاك في الجزيرة وتحديدا في الحجاز مشيرا الى ان زي العربي يدل على بساطته ويضفي عليه وطنيته وشخصيته المستقلة.. وان روعته تلفت النظر. مؤكدا انه ينحصر آنذاك في البدو وفي عدد قليل من الاشراف ومضى في وصفه قائلاً : والزي الضروري للرجل هو ثوب قطني أزرق ينسدل من رقبته الى كوعي قدميه وهو ذو اكمام ضيقة أو واسعة وله فتحة في الصدر. ويكون ضيقا نوعا ما من اسفل لذا فلابسه إذا جرى لا بد ان يرفعه أو يحشره في حزامه. والحزام اسمه (حقو) وهو سير جلدي مضفور ملفوف بشدة حول الخصر ليسند الظهر. وينظر البدوي الى السروال والفوطة أو مئزر المدن كأزياء أنثوية. وعند ما يكون الجو باردا يلبس الشيوخ عباءة فوق الثوب. وتصنع العباءات في نجد أو المنطقة الشرقية ولها أربعة الوان فهي اما بيضاء أو سوداء أو حمراء أو مخططة باللون البني. وأجودها وهي المصنوعة من الوبر - تبلغ قيمتها خمسة عشر دولارا واسوأها من صوف الضأن وقيمتها ثلاث دولارات وكلا النوعين رخيص الثمن وقد يعيش سنينا. وتستورد المحرمة من سوريا. ومنها ايضا بجانب نجد. تأتي الكوفية والعقال.. ذو أنواع مختلفة. فقبيلة بشر بالقرب من مكة تصنع واحدا.. من قطع خشبية موضوع فوقها قطع من عرق اللؤلؤ. وللنعال ايضا انواع متعددة بدءا بالنوع الجلدي الذي يربط بسيور وانتهاء بالحذاء المكي الجميل المتقن الصنع. ويتراوح السعر بين قرش ودولار. اما الفقراء فيمشون حفاة. وعلى الكتف الايسر حزام جلدي دائري يتدلى حتى الكفل الايمن وبه صف من الاسطوانيات النحاسية يوضع فيها بارود البندقية وتسمى (تتاريف - مفردها تاتريفه) والحزام الآخر وهو ملبوس عكس الاول مصنوع من الجلد ومزين بحلقات نحاسية ويحمل غلافا جلديا للبارود (خرزه). وخنجرا أو غلفة لخراطيش اضافية. فالبدوي خارج خيمته لا يظهر بدون سلاح ابدا. وتلبس البدويات كأزواجهن اثوابا قطنية ذات لون أزرق داكن غير انها اكبر وأوسع. وفي خارج البيت يغطين رؤؤسهن باليشمك وهو من خامة سوداء أو برقع له لون خفيف الحمرة وهو يشبه شكل البرقع المصري وهن يلبسن السراويل. ونادرا ما يفكرن في القباقب أو الصنادل. كما انهن يجدلنه في جدائل ويدهنه كثيرا بالدهن. والغنيات منهن يتعطرن بزيوت لها رائحة الورد أو القرفة. ويزين شعرهن بالشيح وهو أجمل عشب في الصحراء. اما حليهن فهي الاساور والقلائد وحلق الاذنين والزمام وهي من الذهب أو ألفضة أو مطلية بها والنساء الاكثر فقرا يلبسن حول اعناقهن عقودا من عملات فضية . وشعر الرجال يكتسب بتعرضه للشمس والريح والمطر خشونة غير طبيعية ويضفر في قرون تتدلى حتى الصدر أو يحلق في شكل يسمى شوشة.. ولا تزداد هذه الخشونة باتباع العادة البدوية الأصلية المتمثلة في غسله ببول الإبل الذي لا يعتبرونه نجسا ويستعملونه كذلك دواء لوجع العيون حيث تعمل الأمونيا التي يحتويها عمل منشط ردئ. والاشراف عموما يضفرون شعرهم فيما يعرف باسم (حفه) وهي خصل طويلة تتدلى على جانبي العنق. ويحلقونه بنحو عرض الاصبع حول الجبهة وخلف العنق.