أعلن قطاعا النقل البري والمزارعين في الاتحاد العمالي العام في لبنان بعد ظهرأمس الخميس انتهاء الاضراب "التحذيري" الذي نفذاه ضد غلاء المعيشة والذي شهد تجمعات وعمليات قطع طرق محدودة في بعض المناطق. واعلن عبد الامير نجدة رئيس قطاع النقل البري في مؤتمر صحافي انتهاء الاضراب الذي بدأ صباحا، مؤكدا انه "ليس سوى خطوة اولى تحذيرية". واشار الى ان اجتماعا سيعقد الاثنين المقبل "لتقييم التحرك وتقرير خطوات لاحقة اذا لم تتم الاستجابة للمطالب". واكد ان الاضراب جاء "شاملاً وناجحاً وسلمياً وديموقراطياً". وكانت قوى الجيش والامن الداخلي انتشرت بكثافة منذ الصباح الباكر في بيروت والمدن الكبرى والمناطق منعاً لأي تجاوزات خصوصا وان التحرك يتزامن مع استمرار الازمة السياسية المستعصية بين الاكثرية النيابية التي تعارض الاضراب والمعارضة التي تسانده. وتدخلت القوى الامنية مرات عدة لفتح طرق اغلقها بعض المتظاهرين بالاطارات المشتعلة خارج بيروت وخصوصا في الجنوب وفي البقاع حيث اصيب طفل برصاص عنصر امني حاول المتظاهرون منعه من العبور. وفي بيروت، منع المنظاهرون العشرات من سائقي حافلات صغيرة وسيارات اجرة تتقل ركاباً الى مطار بيروت الدولي من مواصلة طريقها، من دون ان يتعرضوا للسيارات الخاصة. وفي حي الاوزاعي في ضاحية بيروتالجنوبية الشيعية، معقل حزب الله احد ابرز اطراف المعارضة، ساند عشرات الصيادين الاضراب وتجمعوا مطالبين بتحقيق مطالبهم، وبينها الحصول على مساعدات من الحكومة. وتظاهر حوالى 150سائقا في قطاع النقل المشترك في صور (جنوب)، وساروا في شوارع المدينة وهم يهتفون "بدنا ناكل، جوعانين". كما حملوا لافتة كتب عليها "متمسكون بمطالبنا المشروعة. لا للظلم والحرمان. نعم للعدالة". وقطع متظاهرون طرقا في صيدا كبرى مدن الجنوب ما تسبب بشل حركة السير لبعض الوقت. وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي يتركز البحث حول انتخابه رئيسا، قد شدد على ان "الخط الاحمر هو منع الفتنة واي تحرك يؤدي اليها، واي تحركات من نوع آخر وضمن حق التعبير لا مشكلة معها"، بحسب ما نقلت عنه الصحف الصادرة الخميس. ويطالب الاتحاد العمالي العام بزيادة الحد الادنى للاجور ليصل الى 900الف ليرة لبنانية ( 600دولار)، وهو حاليا 300الف ليرة ( 200دولار). وكان غسان غصن رئيس الاتحاد العمالي العام اوضح الاربعاء لوكالة فرانس برس ان الدعوة الى اضراب الخميس "ليست دعوة شاملة" من قبل الاتحاد وانما دعوة لاضراب "قطاعين" يدعمهما الاتحاد. ودعت قوى 14آذار التي تمثلها الاكثرية في بيان ليل الاربعاء اللبنانيين الى "عدم الانصياع لجو التهويل والتخويف، وممارسة حياتهم في شكل طبيعي بعيدا من دعوات الاضراب التي تحمل قناعاً مطلبياً". وتنفي المعارضة اي علاقة لها بالتحركات النقابية. وقال مصدر في حركة امل برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، احد اركان المعارضة، لوكالة فرانس برس "نحن كحركة نراه اضرابا لقطاعات يستهدف ارتفاع الاسعار واهمال الحكومة لمعالجة الامر". واضاف ان "الاضراب غير مسيس"، موضحاً ان الحركة "لا تشجع اي تحرك يقود الى الشغب والبلبلة او الاخلال بالامن".