بالنسبة ل(خالد عبدالرحمن) و(راشد الماجد) وغيرهما من الفنانين السعوديين الذين لا يتوانون عن إقامة الحفلات الغنائية في طول البلاد العربية وعرضها بمناسبة ومن دون مناسبة أود سؤالهم عن الجديد الذي سيقدمونه في هذه الحفلات حتى تستحق حضور الجماهير التي تبذل المئات من الريالات لشراء التذاكر؟! وعن الفرق فيما لو شاهدنا الاحتفال عبر التلفاز أو سمعنا الأغنية من الشريط الأصلي؟! فباستثناء أوبريت الجنادرية طبعاً.. يظل السؤال باقياً عن هذا الحماس الذي يعتري القائمين والمنظمين للمهرجانات الغنائية والفنانين لإقامة أمسية تعاد فيها المقاطع للمرة المائة ربما، على جمهور سمعها للمرة الألف! بالتأكيد عشاق المطرب الفلاني والمغني الفلاني لا يدخلون في حيز المقال لأنهم سيحضرون حتى ولو كانت الأمسية مجرد عرض صامت لتمثال مجسد لفنانهم المفضل. جيلنا لم يعايش جيل (أم كلثوم) أو (عبدالحليم حافظ) ليعرف معنى الأمسية الغنائية على حقيقتها، لكننا نعرف على الأقل أنه في ذلك الزمن كان الحفل بمثابة إعلان ميلاد أغنية جديدة لهؤلاء العمالقة، كان الحضور فعلاً لأجل الأغنية لا لأجل المطرب باختصار كان هناك شيئ جديد. هناك العشرات من المهرجانات والاحتفالات التي أقيمت خلال سنة واحدة، ولكننا لا نقدر على التمييز بينها لشدة تشابهها مع بعضها واستنساخها لمحتوى كل أمسية تسبقها، ما لم يقدم جديد في هذه الحفلات فإن التقليل منها يحافظ على أهمية الأمسية ويصبح لحضورها معنى وجدوى على أقل تقدير.