غادر أمس السبت المبعوث الشخصي للرئيس الليبي معمر القذافي أحمد قذاف الدم العاصمة الجزائر في ختام زيارة استغرقت يوماً واحداً سلم خلالها رسالة لم يكشف عن فحواها إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ووسط تكتم حول أهداف الزيارة ومضمون الرسالة، واكتفاء وكالة الأنباء الرسمية بنقل تصريحات المبعوث الليبي التي قال فيها إنه "يحمل رسالة من القائد الليبي معمر القذافي إلى الرئيس الجزائري حول العلاقات الثنائية والقضايا الخاصة بالقارة الإفريقية" فإن تعليقات المراقبين لم تستبعد احتمال اندراج الزيارة في إطار المساعي التي تقوم بها ليبيا لدفع قادة دول المغرب العربي إلى عقد قمة مغاربية على ضوء الجمود الذي بات يطبع اتحاد المغرب العربي المعطلة هياكله منذ العام 1994على خلفية جملة من النزاعات تشهدها المنطقة وفي مقدمتها النزاع على الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ويربط المراقبون الزيارة بتلك التي قادت مبعوث الرئيس الليبي أيضا إلى تونس وتسليمه الرئيس زين العابدين بن علي رسالة مماثلة من نظيره الليبي. ولم تتردد تعاليق أخرى في ربط الزيارة بالقمة العاشرة للإتحاد لإفريقي المزمع عقدها أواخر شهر جانفي/ يناير الجاري بأديسا ابابا (اثيوبيا) وما يرتبط بهذه القمة من مسائل تتعلق بتوزيع الأدوار داخل الجهاز السيادي للإتحاد الإفريقي بالأخص على مستوى مفوضية الاتحاد الإفريقي، الهيئة التنفيذية للاتحاد بعدما كشف رئيسها الفا عمر كوناري عدم رغبته في الترشح ثانية لتجديد ولايته الرئاسية. وتشير تحاليل المراقبين أن ليبيا التي بدأت تشعر أن نفوذها في بعض مناطق إفريقيا بدأ يتقلص لصالح دور أكثر أهمية بقيادة جنوب إفريقيا والجزائر، بدأت تتحرك بالشكل الذي يمكنها من أن تتحول إلى "لاعب أساسي" في الاتحاد الإفريقي، وأشارت التعاليق إلى الامتعاض الليبي من دعم الجزائر لاختيار جوهانسبورغ مقرا للبرلمان الإفريقي في الوقت الذي كانت تسعى لأن تكون مدينة سرت مقرا له، وقالت التعاليق أن ليبيا اعتبرت الدعم الجزائري موقفا غير ودي تجاهها. وتأتي زيارة المبعوث الخاص للرئيس الليبي أسبوعا فقط من إثارة وسائل الإعلام الجزائرية لملف الجزائريين المعتقلين بالسجون الليبية وعددهم 52جزائريا ممن صدرت في حق بعضهم أحكام نهائية بالمؤبد والإعدام، وهو العدد الذي أكده رسميا رئيس اللجنة الاستشارية لحماية حقوق الإنسان التابعة للرئاسة فاروق قسنطيني في منتدى تلفزيوني مؤخرا، وكشف أن امرأة واحدة توجد من بين هؤلاء وأن عائلات المعتقلين اتصلت هاتفيا بهيئته لطلب التدخل، وأنه قام بدوره بإخطار الخارجية الجزائرية للتكفل بقضيتهم، خاصة وأن هؤلاء يطالبون بترحيلهم نحو الجزائر لقضاء عقوبتهم في السجون الجزائرية.