هو لا يريد أن يكون حديث الناس.. يريد أن يكون الناس الذين يمثلهم.. مجتمعه.. هم حديث المجتمعات الدولية.. لقد باشر إنعاش حيوية الثقة بالمستقبل في نفوس الناس عندما عدد مصادر تنويع قدرات المستقبل وبمئات المليارات فأصبحوا لا يضيقون ببعض حالات التماس في تباين القدرات وعدم تناسق الفرص، لأن الخروج من حالة الرتابة إلى حيويات الانطلاق لابد أن يصحبه تباين في المستويات حيث وجدت أهمية البترول المتصاعدة أهميات توظيف متسارع لقدراتها الاقتصادية.. ولكن الصورة الأمثل.. الأبعد واقعاً عن كل مستويات الحياة الاجتماعية في المنطقة هي التي قادته في طريق النمو المتسارع لأن وضع أسس نمو ما لا يعني التوفر السريع لمكاسبه ولكنها تأتي بعد تنفيذ برامجه.. ألسنا الآن الأقل حديثاً عن أنفسنا والأكثر استقبالاً لحديث الناس عن توفر الأمن الاقتصادي وتنوعه في بلادنا؟.. ومن النادر أن يتحدث الآخرون عن مجتمع أكثر مما هو يتحدث عن ذاته، بل إن الدول النامية بالذات تصرف كثيراً من إيراداتها كي تتحدث عن حلم تنموي لم يحدث.. إن شواهد الاهتمام الشامل بشؤون مجتمعنا متعددة المظاهر ومعلنة المشاهد.. مواكبة لتصاعد الأهميات السياسية والاقتصادية الدولية.. قبل وصول "بوش" ورحيل ساركوزي وأثناء تنقل بوش ضيفاً في أكثر من موقع ومقيماً أطول مدة في زمن زياراته كان حديث الوكالات والفضائيات والصحف يتناول الزيارتين بأهميات خاصة.. وكل منهما زار معظم المنطقة لكن زيارة الرياض حظيت بأهميات خاصة خصوصاً في جوانب التعاون الاقتصادي والعسكري للأولى وفي الثانية فيما يخص "بوش" من تداول لوضع مشكلته مع إيران ومشكلة العرب مع إسرائيل ومشكلة لبنان مع نفسه ومعاطف الآخرين المتدثر بها.. ومع ذلك لم يضع الملك عبدالله ساقاً على أخرى ثم ينطلق متحدثاً إلى من حوله.. ماذا قال وماذا سمع.. وكيف يتصور المستقبل؟.. لو أراد أن يتحدث عن نفسه لشهر كامل لكان ذلك أمراً في منتهى السهولة لوفرة مصادر مشاركاته، بل والعودة إليه فيما هو مهم منها.. لكنه رفض أن تأخذه مكاسبه وخصوصية بلاده الاقتصادية والسياسية التفت سريعاً إلى الناس الذين تعود الاهتمام بهم ووجوه الناس تعصف بها شدة البرودة حيث تراخت أوراق الأشجار معلنة خضوعها وتمدد الصقيع على مختلف المساحات.. لم ينس الملك الإنسان.. عبدالله.. أن هناك فقراء قد يعجزون عن مواجهة قسوة البرد فأمر وبشكل فوري أن تصرف معونة برد لكل مستحقي الضمان الاجتماعي.. لفتة أبوة من الصعب أن يفعلها غيره في الدول الأخرى..