من منا لا يعرف شركة إنتل(INTEL)؛ تلك الشركة التي تعد من أكبر الشركات المنتجة والمصدرة للشرائح والمعالجات الخاصة بالحاسب الآلي؛ كانت بدايات الشركة في المجال التجاري كأي شركة عادية؛ فإنها تقوم بتصميم كتالوجات خاصة بمنجاتها وترسلها إلى الزبائن من أجل إتمام الصفقات التجارية بينها وبين عملائها. ولكن حدث تحول جذري في تاريخ الشركة باستخدامها طرق التجارة الإلكترونية، فإلى عام 1998، فإن عملياتها السابقة كانت تتم من خلال الورق، مما يجعل عملية التوزيع بطيئة ومكلفة وفي كثير من الأوقات تصبح هذه الكتالوجات قديمة ولا تحوي على المعلومات الجديدة والحديثة، عندما افتتحت الشركة في صيف 1998موقعها الالكتروني للبيع على الانترنت، أرسلت تقارير تذكر فيها بأن حجم مبيعاتها من خلال التجارة الالكترونية زادت من صفر إلى بليون دولار خلال شهر واحد فقط. ووفرت الشركة 45.000رسالة فاكس في كل ثلاثة أشهر إلى تايوان لوحدها وذلك في عام 1999.كان الموقع عبارة عن شبكة خارجية تسمى ببرنامج الأعمال الالكترونية E-Business Program ويركز هذا البرنامج على توفير الدعم الفني للعديد من المنتجات مثل المعالجات واللوحات الأم والذاكرات. وفي عام 1998استطاعت إنتل أن تصل إلى المئات من الشركات متوسطة وصغيرة الحجم حول العالم، والتي قامت بدورها بإرسال طلبياتها عبر الإنترنت. فالدخول إلى هذا الموقع مسموح فقط للشركاء التجاريين المخول لهم بالدخول. إن إرسال الطلبيات هو جزء فقط من ما توفره إنتل لزبائنها. فالموقع أيضا يوفر خدمة تتبع الطلبيات ومكتبة الكترونية تحوي على الكثير من الوثائق الخاصة بالمنتج وكل هذه الأعمال تقلل من الضغط على مسئولي خدمة الزبائن الذين كانوا يرسلون هذه المعلومات بصورة يدوية مسبقا. وفي هذا التطور الجديد لإنتل، فإن الشركة اتجهت لتعميم البرنامج على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم التي كانت مجمل اتصالاتها بإنتل عن طريق التلفون والفاكس في حين أن اتصالات شركة إنتل مع الشركات الكبيرة كانت تجري عبر شبكات التبادل الالكتروني للبيانات electronic data interchange أو EDI. لقد استثمرت إنتل التجارة الالكترونية كطريقة جديدة من أجل التجارة ولذلك فإن إدارة الشركة قررت بأن تجعل التجارة الالكترونية حدثاً مهماً في تاريخ الشركة لكي يشعر الزبون بجدية الشركة حول التجارة الالكترونية.