تاريخ مميز للفنان سعد إبراهيم رحمه الله، فنان جميل في الأداء الكلاسيكي، ربما ساعده على ذلك تواصله الدائم مع فرقة السلوم وأبو سعود الحمادي وغيرهم، رغم انه أنطلق إلى الشهرة سريعا متخطيا العديد من النجوم في الساحة الفنية، في بداية السبعينات قدم (أرسل سلامي) التي أوجدت اسما مميزا لسعد، ومنها تخطى الكثير من النجوم وأصبح المنافس الأوحد لطلال مداح وعبد الله محمد، منها كون رونقا رائعا للأغنية النجدية. أرسل سلامي.. مع نسيم الصباح للصاحب اللي صار وصله صعيب دائما ما تكون المناجاة آتية في مذهب الأغنية ولكنها تختلف من تصوير إلى آخر، بل أن النسيم دائما يحمل شجون لدى الشعراء برائحة اليشموم، هناك من يقول ردي سلامي وهنا قال أرسل سلامي في صياغة أخرى جديدة تنبع من التواصل في والكوبليهات الأخرى، سعد إبراهيم يستمر في اظهار قدراته من خلال ماقدمه في القصيدة التي تتواصل حسيا ونغميا. من قلبي اللي.. صار كلَّه جراح ما عاد ينفع فيه وصف الطبيب هذه الأعمال تتميز بحسها وأنغامها وأجراسها الموسيقية خاصة وان بناء هذه الأعمال يأتي بالاسوب المتبع والصلة بين الشاعر والملحن والمطرب وهذه الحالة تنطبق على تلك الشلة التي قومت الأغنية النجدية في نهاية الخمسينات، ملتزمة بالعرف الغنائي في استخدام اللغة السليمة والوصف المؤدب، السلام يأتي من القلب المليء بالجراح حتى انه قال (ماعاد ينفع فيه وصف الطبيب) ككلمة استثنائية كلاسيكية متوارثة من المجتمع في تفاصيل حياته حتى في أغانيهم وبالتالي تجدها تعمّر كثيرا وتصل إلى ابعد الحدود الزمنية. وين الليالي.. وين هاك المزاح من قبل ماحطَّوا علينا رقيب الاجراس الموسيقية تتواصل رغم ان الكوبيلهات لا تتغير عن مذهب الاغنية وتعتبر هذه الاعمال الشعبية ذات الأنغام الثابتة (طقطوقة)، بلاشك كلاسيكيات زمان تختلف عن ما نسمعه حاليا، غالبا في مثل تلك الاعمال السابقة تعترف بواقعها وتحاوره بالطريقة الفنية المحترمة، لذا هي امتداد لذلك الحس في الزمن الجميل، سعد ابراهيم كان صوتا مميزا لضخامته واحساسه بما يغنيه للمستمعين وهو يعطي تواصله للجمهور بذلك الحس الغنائي في حياتهم. حسبي على اللي.. ماسعوا بالصلاح مايرحمون اللي صوابه عطيب اغنية (ارسل سلامي) امتداد لسنوات كثيرة تبقى خالدة حين سماعها من المطربين الاخرين وان كان الفنان محمد عبده آخر من قدمها في مهرجان الدوحة السابق، تكريما للراحل سعد ابراهيم رحمه الله وابقاء لتميزه في الاغنية السعودية، ارسل سلامي نتاج تبادل المواهب وتواصلها في تقديم عمل يتميز كلما مر عليه الزمن نتاج للروعة في الحس الجميل من خلال القصيدة او اللحن او المطرب. ذهبية رائعة تبقى خالدة في اذهان الجميع لا تختلف عن غيرها من الذهبيات حتى وان أتت متأخرة، ذهبية تلمع كلما تذكرها الزمن واعادها لنا، هي القليل من كثير الفنان سعد ابراهيم في مرحلة عمرية تجملت بابداعاته.