حدوته جميلة وذكريات أدبية لا تهدأ..قال عن نفسه (كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء، وتقول شعراً قصائده حمراء وخضراء وصفراء) !.كلمات مرحة قالها في حفل تكريمه بجائزة الدولة التقديرية للأدب،وقال أيضا (إليها!؟) ومهرها بقوله: (إلى التي عيّرتني بلوني؟!). (بابا طاهر) أو طاهر بن عبد الرحمن بن محمد زمخشري (1332-1407ه) شاعر وكاتب من رواد الأدب في السعودية،وصاحب أوليات كثيرة ولد في مكة، وتلقّى تعليمه في مدرسة الفلاح،عمل بعد تخرجه في وظائف كثيرة منها: كاتب مؤقت بلجنة إحصاء النفوس، وكاتب إدارة بالمطبعة الأميرية، فمصححاً بجريدة (أم القرى) حين انضمت إلى المطبعة الأميرية، ومدرسا بدار الأيتام بالمدينة المنورة، وسكرتيرا للمجلس الإداري بأمانة العاصمة، وسكرتير البلدية في الرياض، وسكرتير البلدية في الخرج، وسكرتير ديوان الجمارك بوزارة المالية، وعمل موظفاً بالإذاعة السعودية في عدة وظائف كان آخرها مراقب عام برامج، ورأس تحرير جريدة البلاد لمدة سنة،قدم زمخشري برامج إذاعية تجاوز عددها عشرين برنامجاً من أهمها: برنامج الأسرة، وبرنامج الأطفال (الذي قدمه بلقب بابا طاهر) ، وروضة المساء، ويوم جديد، وقصص قصيرة، ومع الأصيل، وشعر وموسيقى، وجريدة المساء.. كما قدم مجموعة من البرامج التلفزيونية ومنها: دعاء السَّحَر، ومن هدي النبوة، ويا رب،ومن الطريف في حياته أنه دخل الإذاعة بصوت امرأة! عند تأسيسها في برنامج (ركن المرأة) قبل برنامج (بابا طاهر) . أنشأ (مجلة الروضة) وهي أول مجلة أطفال سعودية، صدر أول عدد منها في 14-3- 1379ه، وتوقفت عن الصدور نهائياً في 17- 11-1379ه، وعُرف بلقب (بابا طاهر) لاهتمامه بأدب الطفل،إذ قال فيه (الطفولة هي الوطن والحياة) . من أولوياته انه صاحب أول ديوان سعودي مطبوع (أحلام الربيع) سنة1366ه/1946م.اكتشف العديد من الأصوات الغنائية أبان عمله بالإذاعة وتبنّى مجموعة كبيرة منهم (غازي علي وعمر الطيب) وكان ضمن مكتشفي الفنان محمد عبده غنائياً،وقدم له في الستينات الميلادية أغنية (خاصمت عيني من سنين) و(مادرينا) و(يا أعذب الحب) وغنّت له الفنانة ابتسام لطفي (النجوى الهامسة) و(لو تسألوني) و(هواك) ،وكرم في حياته من فخامة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وسام الاستقلال الثالث في عام 1963م، ثم وسام الثقافة الثاني عام 1974م، وحصل على جائزة الدولة السعودية التقديرية في الأدب سنة1404ه/1983م، فهل كتبت سيرة الاديب طاهر زمخشري في الأدب والفن والثقافة.