يسقط أرخبيل اليابان في هذا الوقت من كل عام في حالة من التوتر البالغ عندما يفتح جحيم الامتحانات أبوابه أمام الشباب الذين يصلون إلى سن الالتحاق بالجامعة. وفي مدرسة "جوكو" بطوكيو التي تقدم دورات دراسية سريعة لحشو عقول التلاميذ بالمعلومات استعدادا لاجتياز الامتحان يقف الطلاب وهم يصيحون وقبضاتهم تشق الهواء وذلك في محاولة لاستجماع العزيمة التي يحتاجها ساموراي العصر الحديث للفوز في معركة امتحانات الالتحاق بالجامعة، ويضع الطلاب أوشحة على رؤوسهم مرسوم عليها الشمس المشرقة وهي شعار اليابان في إشارة إلى رغبتهم القوية في اجتياز امتحان القبول. ومن المرجح أن يقضي الطلاب عطلات أعياد الميلاد أو العام الجديد في حضور الدورات الدراسية السريعة والمكثفة التي تنظمها مدارس خاصة للإعداد للالتحاق بالجامعات وذلك بدلا من تمضية هذه العطلات مع عائلاتهم، ويجئ العام الميلادي الجديد مع محاولاتهم المستميتة لاستيعاب المعلومات بسرعة حتى يتمكنوا من النجاح في امتحانات القبول. وقد تكون أفضل هدية يحصل عليها الطلاب بمناسبة أعياد الميلاد هي تعويذة لجلب الحظ يباركها معبد مشهور يعبد فيه "إله التعليم" وفقا لمعتقدات أتباع ديانة الشينتو اليابانية وذلك حتى يحصل الطالب على نتائج جيدة في الامتحان. أما عائلات الطلاب فتمضي أوقاتا صعبة قبل الامتحانات فيجب على أفرادها مراقبة الكلمات التي يمكن أن يتفوهوا بها بدقة وأن يحرصوا على عدم النطق بكلمات مثل "ينزلق - يخطئ - يسقط"، وهي كلمات يمكن أن تعني باليابانية الرسوب في الامتحان. وتقول التقارير إن منتجي المواد الغذائية الذين يعبرون عن أمانيهم الطيبة بنجاح الطلاب يدخلون اللعبة فيقومون بتسويق عبوات خاصة بالنجاح تتكون من وجبات خفيفة ومكرونة سريعة التحضير (نودلز) تتناسب مع الشباب الياباني بدءا من المدرسة الابتدائية حتى المراهقين بالجامعات الذين يقضون ليال عديدة بلا نوم قبل أن تبدأ فترة الامتحانات في منتصف كانون ثان/يناير من كل عام. ونشرت صحيفة يابانية خبرا يقول أنه في هذا العام توجه العديد من طالبي الالتحاق بالجامعات إلى حديقة الحيوان بطوكيو حيث توقفوا أمام قفص لإنسان الغاب ليتعلموا من هذا القرد الذي لا يسقط أبدا من أعلى الشجرة. وفي الوقت الذي يقوم فيه الطلاب الذين يدخلون الامتحانات باستجداء كل ضربة حظ يمكنهم الحصول عليها لاجتياز الاختبارات فإن الجامعات ذاتها تواجه معركة حامية، ذلك لأن اليابان تعاني من انخفاض عدد الشباب الذين تبلغ أعمارهم 18عاما أو أقل وبالتالي فإن المؤسسات التعليمية خاصة الجامعات تضطر إلى التنافس من أجل اجتذاب الطلاب. ودخلت اليابان عصر فتح الجامعات أبوابها أمام الجميع حيث يستطيع جميع خريجي المدارس العليا العثور على جامعات تقبلهم. وقد لا تجد الجامعات المرموقة أي صعوبة في اجتذاب الطلاب ولكن الجامعات الأقل يجب عليها أن تجذب الطلاب إليها في مساعيها للاستمرار في عملها ونشاطها. ويحضر رؤساء الجامعات أيضا برامج ودورات دراسية سريعة ومكثفة ليصبحوا قادة مؤهلين وأقوياء في مجال التعليم، حيث يتعلمون كيف يروجون لكلياتهم الجامعية وكيف يدخلون مناهج دراسية جذابة لكسب قلوب الشباب الياباني الطموح.