سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آي بي ام تحقق أرباحاً أكبر من المتوقع وترفع معها سوق الأسهم والمال الأميركية كلها بارقة أمل لبعض الشركات الأميركية الكبرى التي تعتمد على الأسواق الأجنبية
حققت أسواق المال الأميركية يوم الاثنين الماضي أول أرباح كبيرة منذ بداية هذا العام الذي بدأ على هبوط ملحوظ، ومتواصل، في أسعار الأسهم على خلفية تفاقم أزمة القروض العقارية الأميركية وارتفاع أسعار البترول وتواصل انخفاض أسعار الدولار. فقد ارتفع مؤشر داوجونز بأكثر من 170نقطة صبيحة ذلك اليوم، فيما ارتفع مؤشر نازداك بما يقرب من 40نقطة ومؤشر أس آند بي بما يصل الى 15نقطة، السبب الرئيسي في هذا الارتفاع المرحب به جداً من أرباب رأس المال الأميركيين هوالأداء الذي جاء أفضل مما كان متوقعا لواحدة من شركات الكمبيوتر الأميركية العملاقة آي بي ام. فقد منحت هذه الشركة المعلوماتية الأميركية الكبرى أسواق الأسهم الأميركية مفاجأة سارة صباح الاثنين بإعلانها عن نتائج فاقت المتوقع لناحية أرباحها في الربع الأخير من العام المنصرم - إذ سجلت تلك المبيعات نسبة ارتفاع بلغت 24بالمئة، وهي نسبة أعلى مما كان توقعه غالبية المحللين الماليين. وأدت تلك التقارير الى رفع سهم آي بي ام بصورة حادة الى أعلى، اذ ارتفع سعر سهم الشركة الى أكثر من 103دولارات، أي بنسبة بلغت أكثر من 6بالمئة. ولكن تلك الأنباء لم تكن طيبة فقط لأسهم آي بي ام، بل لسوق الأسهم والمال الأميركية كلها مع بداية أسبوع اتجار جديد، وهو الأسبوع الثاني هذا العام، الذي بدأ بداية قابضة للصدور وكابتة للأنفس. ما هو سبب ذلك؟ ولماذا ترتفع مؤشرات وول ستريت كلها على أساس تحقيق شركة واحدة فقط مع أنها شركة عملاقة أرباحاً أكثر من المتوقع في ربع واحد من السنة؟ هي هي أن السوق تنتظر بفارغ الصبر أى خبر سار لتنطلق الأسهم من عقالها؟ يقول المحللون الاقتصاديون إن ذلك مرده الى أن أداء الشركة المذكورة في الربع الأخير من العام الماضي إنما هو مؤشر على أن بعض الشركات الأميركية العالمية الكبرى يمكن أن تستطيع تجاوز الآثار المدمرة لحال الاقتصاد الأميركي المتعثر حالياً بسبب أن هذه الشركات باتت تعتمد على السوق الأميركية أقل بكثير اليوم من اعتمادها على الأسواق العالمية. وللتدليل على ذلك، يقول هؤلاء المحللون إن ثلثي مبيعات آي بي ام والعاملين فيها اليوم موجودون خارج الولاياتالمتحدة. ويقول فرانك جن، من شركة آي دي سي للأبحاث الاقتصادية، إن "آي بي إم تتبع أكثر استراتيجيات التدويل جسارة وإقداما اليوم من بين جميع الشركات التكنولوجية الكبرى. وآي بي ام لم تعد رائدة للاقتصاد الأميركي اليوم". وتقدر شركة الأبحاث الاقتصادية الأميركية هذه ان إنفاق الولاياتالمتحدة على التكنولوجيا في العام 2008لن يزيد عما نسبته 3الى 4بالمئة، وهي نسبة منخفضة بالنسبة إلى ما كانت عليه في العام الماضي 6.5بالمئة، وكذلك فإن استثمار الشركات الأميركية في معدات الكمبيوتر وبرامجها وخدماتها سينخفض هذا العام بسبب الضعف العام الذي يعتري الاقتصاد الأميركي، كما أن القطاع المالي، الذي يعتبر من أكثر قطاعات الاقتصاد الأميركي إنفاقا على التكنولوجيا سيخفف إنفاقه على هذه التكنولوجيات في العام الحالي بسبب الخسائر التي مني بها جراء أزمة القروض العقارية ولكن هذه النسب مختلفة تماما في الأسواق العالمية الأخرى، خصوصا أسواق الاقتصادات الناشئة واقتصادات الدول التي تشهد طفرة مالية. إذا، ما الذي أدى الى النتائج الطيبة لآي بي ام في هذه الظروف الاقتصادية الأميركية السيئة؟ إنهما كلمتان لا غير: مبيعاتها الأجنبية. وقال كبير المديرين التنفيذيين للشركة الأميركية صامويل بالميسانو في تعليقه على نتائج أداء شركته الجيدة في الربع الأخير من العام الماضي إن نتائج الشركة دفع إليها الطيف الواسع النطاق للعمل التجاري العالمي للشركة، والذي قاده أداؤنا العملياتي القوي في آسيا وأوروبا والأسواق الناشئة. الشيء الوحيد الذي لفت انتباه المراقبين في إعلان كبير المديرين التنفيذيين لآي بي أم الأميركية العملاقة التي بدأت أسطورتها التجارية في السوق الأميركي في السبعينات والثمانينات هو أنه لم يكن هناك ذكر للسوق الأميركية في بيانه!!