يعود الممثل بيل كوسبي للتعبير عن غضبه مرة جديدة في مقابلة اجرتها معه الصحافية بولا زان، بعدما كان هاجم مواطنيه الامريكيين السود في مناسبات عدة واتهمهم بالاهمال والكسل واهدار فرص تحسين حياتهم. ويقول كوسبي ان اهتمامه الأكبر في حملته هذه يتركز على الأطفال «القضية بالنسبة لي هي قضية الأطفال واولئك الذين لا يعطونهم فرصة لحياة أفضل ولا خيارات اخرى». وكوسبي الممثل الكوميدي المرح لم يعد مرحاً ابداً وهو غاضب من السود الذين لا يعملون، يتركون المدارس «ليتسكعوا في الشوارع». وينظم كوسبي لقاءات في الأحياء الفقيرة من المدن حيث يعيش السود ويجمع الشخصيات والناس العاديين ليتحاوروا حول كيفية المساعدة لتحسين أوضاع الشباب والاولاد السود. إلا أن كوسبي يواجه منذ بدأ حملته هذه انتقادات عدة يتهمه فيها سود محافظون بنشر غسيل هذه المجموعة والحديث عن قضايا مخجلة يريدون اخفاءها. ويرد كوسبي في مقابلته مع زان «لا يهمني ما يقولون ما دام لا معنى له إلى متى يمكن التحدث عن وباء متفش في مبنى بصوت منخفض، عندما يتم اخراج الجثث أمام الجميع؟». وكان كوسبي قد تسبب بضجة كبيرة عندما قال في الذكرى الخمسين لتأسيس لجنة براون التعليمية في أمريكا والتي حصلت على قرار المحكمة الامريكية العليا بالغاء التمييز العنصري في التعليم: كان السود يتلقون ضربات الحجارة على وجوههم للحصول على التعليم الدراسي، والآن لا نرى سوى حليقي الرأس يتسكعون في الشوارع، السود أصحاب الدخل المحدود لم يفوا بالتزاماتهم في هذه المعادلة». وكان الممثل بيل كوسبي قد شن هجوماً على الامريكيين السود متهماً اياهم باهدار نضال أسلافهم وتضحياتهم من أجل الحقوق المدنية من خلال انصرافهم إلى اللهو والكحول واهمال التعليم وتحميل البيض مسؤولية بؤسهم. وكان كوسبي يتحدث في المؤتمر السنوي لاتحاد تعليم المواطنين بدعوة من مؤسس الاتحاد القس جيسي جاكسون وبحضوره. ولم يسلم حتى المسؤولون السود من هجوم نجم «استعراض كوسبي» التلفزيوني، الذي اتهمهم بمحاولة اخفاء «الغسيل الوسخ». وأشار في هذا السياق قائلاً: «غسيلكم الوسخ هذا يخرج من المدارس عند الساعة 2,30 من كل يوم، اولاد يروحون ويجيئون في الشوارع مطلقين الشتائم والالفاظ البذيئة على بعضهم البعض». واضاف: «يعتقدون أنهم مرحون! لكنهم أميون لا يقرأون لا يكتبون، يقهقهون بعبثية ولا يعرفون ماذا يفعلون بحياتهم». ولم يقتصر هجوم كوسبي على فئة الشباب فقط بل تعداها إلى أولياء الأمور «كنت ألوم الأبناء إلى أن سمعت لغة الأب. الكل يعرف أهمية التحدث بالانجليزية الا هؤلاء «الرؤوس المعدنية» الا يعرفون انه لايمكن أن يصبح المرء طبيباً طالما هو يخرج هذا الهراء من فمه!». وتحدث كوسبي أيضاً عن انتشار البطالة بين الامريكيين السود متوجهاً إلى الرجال بقوله: «توقفوا عن ضرب نسائكم لانكم عاجزون عن ايجاد عمل، كان من الأفضل لو تابعتم دراستكم بدل التسكع أيام الشباب». ورفض كوسبي اعتبار السود الذين يسرقون المتاجر أو يرتكبون الجرائم وينتهون وراء القضبان انهم «معتقلون سياسيون». كما انه لا يمكن تحميل البيض مسؤولية الحمل المبكر للمراهقات مثلا أو العدد المرتفع للشباب الذين يرفضون متابعة تحصيلهم العلمي. وحمل بعض السود كوسبي مسؤولية استغلال فئة من البيض لتعليقاته ضد «مجتماعتهم» بحسب تعبيرهم. الا أن الممثل كوسبي رد بأنه غير معني بهذا.