(مختارات قصصية من الأدب الأمريكي) هو الإصدار 351 عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت والمجموعة من تأليف: أو. هنري وترجمة وتقديم: محمد ناصر صلاح. ومراجعة وتقديم: د.عبدالمحسن دشتي الذي ذكر أن «أو. هنري» هو الاسم لكاتب القصة الأمريكي الأصل «ويليم سيدني بورتر» وقد ولد في الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1862 في ولاية كارولينا الشمالية، حيث أمضى سنوات طفولته ثم انتقل بعدئذ - عندما بلغ العشرين من عمره - إلى ولاية تكساس واستقر أخيراً في ولاية نيويورك حيث توفي هناك 1910 عن عمر ينهز السابعة والأربعين. لقد امتهن «أو. هنري» في حياته مهناً عدة. ابتدأ بالعمل في صيدلية ثم مزارعاً ثم رساماً للكاريكاتير وأخيراً محاسباً في أحد المصارف وإلى جانب ذلك انشأ جريدته الأسبوعية «الصخرة المتدحرجة» التي لم تلق نجاحاً يُذكر. والذي يتتبع قصص «أو. هنري» بير بوضوح كيف ألقت كل هذه المهن بظلالها على أسلوبه حيث تلونت كل قصصه بتفاصيل واقعية استمدها من تجاربه العملية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي عاش فيها وأخص بالذكر ولايتي تكساس ونيويورك. إن مجموع ما كتبه «أو. هنري» من قصصه القصيرة يصل إلى ستمائة قصة جمعت كلها ونشرت في عام 1917 في أربعة عشر بلداً وكتب في عام 1905 فقط ما يقارب خمساً وستين قصة قصيرة أتبعها في عام 1905م بخمس قصص قصيرة أخرى من بينها قصة «هدية المجوس» التي استهل بها مجموعة «روض الأدب» التي نحن بصددها الآن، إلاّ أنه لم تصل شهرته الآفاق إلا بعد رحيله عن هذا العام، إذ أنه الآن يحتل حيزاً ثابتاً وفريداً في الأدب الأمريكي. ولقد ترجمت قصصه إلى الكثير من اللغات الأجنبية كالفرنسية والألمانية والاسبhôPiوالسويدية واhwpيجية واليابانية والصينية والروسية، إلا أنها لم تنل حظاً بين تراجم اللغة العربية. ويذكر د. دشتي أن القارئ سيلاحظ في القصص كثرة الأزمنة والأمكنة القصصية عنده كثيرة ومتعددة إلا أن تكساس ونيويورك تنالان دائماً نصيب الأسد. وغالباً ما تلقي قصصه الضوء على حياة عامة الناس البسطاء وتحاول بطريقة أدبية شائقة أن تبين للقارئ أن الإنسان البسيط الكادح المتواضع يجب أن يكون محط إعجاب الآخرين وعلى الرغم من شخصيات «أو. هنري» تدور في أحيان نادرة حول أصحاب الملايين أو الشرطة مثلاً، فإن قصصه غالباً ما تحاك حول شخصيات من الطبقات الاجتماعية الدنيا مثل البائعات في المتاجر واللصوص ورعاة البقر والمتسولين وبائعات الهوى وشخصيات أخرى متنوعة. ويؤكد د.دشتي أنه من الجدير ذكره أن لأسلوب «أو. هنري» نوعاً فريداً في الكتابة، فأسلوبه يأتيك كنسمة باردة عطرة وك«ثرثرة على النيل» وهو كثيراً ما يستعين باللهجة العامية أو الدارجة حيث تتسم قصصه بالبساطة والوضوح ويتخللها الكثير من التورية والتلاعب اللفظي بغرض تعزيز روح الفكاهة التي غالباً ما تتحلى بها قصصه. وما يميز أسلوبه أيضاً أنه مليء بتعبيرات من النوع الذي غالباً «ما تقال على انفراد» كأنه يشي بها إلى القارئ بنغمة ودية صادقة. وإضافة إلى ذلك فإنّ التلميحات الأدبية التي يصوغها - بغرض الفكاهة - هي سمة شائعة في كتاباته كما أنه كثيراً ما يشير إلى كتاب وأدباء آخرين. ومن العناصر الجلية في كتاباته أيضاً العواطف الجياشة وشتى أنواع الفاكهة والسخرية الأدبية، إلا أنه في قصصه الاستنباطية يحاول دائماً أن يلقي الضوء على موضوعات تتسم بالجدية إلى حد كبير. وقد احتوت المجموعة على النصوص: «هدية المجوس، بعد عشرين عاماً، الشرطي والنشيد، مصفاة الحب، غرام وسيط مشغول، إصلاح مردود، تحايل «هارجريريفز»، رجلا عيد الشكر، الورقة الأخيرة، الباب الأخضر، ألف دولار».