الكاريكاتير الذي ظهر في جريدة الرياض في نهاية شهر شوال الماضي كان له تأثير كبير على القارئ. هذا الكاريكاتير كان يعكس صورة عن اشغال المواطنين والدوائر الحكومية بكثير من الممارسات البيروقراطية والادارية والروتينية وهذه خسارة اقتصادية. من يتابع الاخبار الاقتصادية من بعد العيد حتى الآن يجد خروج كثير من المشاريع والابراج التي انشئت في دولة الامارات من قبل رجال اعمال سعوديين سواء كانت هذه المشاريع تجارية او صناعية او الاستثمار في انشاء الابراج الضخمة، هذه الاخبار صعقت آذاننا لأن هذه الاستثمارات كانت ميسرة من الغير وطويلة من قبلنا وانها لو استثمرت في بلدنا لاستوعبت كثيراً من العاطلين عن العمل، كما ان الاحصاءات التي تقول ان أكثر من 800 مليار استثمارات السعوديين بالخارج والتي نأمل العمل على جذبها من خلال تسهيل وتبسيط الاجراءات الروتينية وتقليل الجهات ذات العلاقة وخاصة ان من يراقب خطوات الدول المجاورة نحو تشجيع الاستثمار فيها يجد انها تعطي اجراءات مبسطة جداً وقليلة الاجراءات والبيروقراطية والروتين. اشغال المجتمع بأعمال بيروقراطية وروتينية هي استنزاف للجهد الوطني واستنزاف الوقت ولها تأثيرات نفسية وحتى اقتصادية على المواطن والاقتصاد الوطني وعلى سرعة حركة الدورة الاقتصادية لذلك فإن احدى حلول مشكلة البطالة هي تفعيل الدورة الاقتصادية من خلال تطوير هذه الاجراءات، صحيح ان وزارة التجارة ضربت مثلاً في تبسيط الاجراءات لكن هناك دوائر كثيرة ما زالت اجراءاتها طويلة وبطيئة. رجاء وأمل نتمناه من مجالس الغرف التجارية في ان يعطوا هذا الجانب الاهتمام الكبير خاصة مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الجديد الذي لو أنجز هذا الهدف لوحده في دورته الحالية فيسعتبر هذا انجازاً كافياً ورائداً للاقتصاد الوطني. ٭ دار الخليج للبحوث والاستشارات