رؤيتنا 2030 هي مشروع المستقبل الذي نقاتل من أجله، ومها كانت التحديات التي قد تتطلب تغيير الاتجاه أو حتى التنازل عنه فإن الرؤية سوف تستمر وتكتسب عبر السنوات القدرة على التكيف وتحديد الاتجاهات وتغيير المسارات من أجل الهدف الرئيس ألا وهو المملكة العربية السعودية وذهابها إلى المستقبل بأمان وسلام وثقة.. التقرير السنوي لرؤية الممكلة 2030، الذي تضمن إنجازات الرؤية حتى عام 2024م ونُشر خلال الأيام الماضية، أظهر حجم التقدم، وهنا أستعير بعض ما جاء في مقدمة هذا التقرير حول رؤية السعودية 2030 لأن الإنجازات التي تحققت والتي استعرضها تقرير الرؤية كبيرة جدا وهي أكبر من أن يشملها مقال.. جاء في مقدمة التقرير هذا النص الذي يؤكد أنه بعد: "تسعة أعوام مضت منذ إطلاق الرؤية في عام 2016 تخللتها مرحلتان تنفيذيتان إذ عمدت الرؤية في سنواتها الخمس الأولى إلى إرساء أساسات قوية داعمة لتحقيق التحول، من خلال حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية وفق منهجية شاملة ومتكاملة، معتمدة في ذلك على برامج تحقيق الرؤية، إذ تمكنت رؤية السعودية 2030 من ترسيخ العمل المؤسسي عبر الكيانات الحكومية، مع رفع كفاءة التخطيط الاستراتيجي والمالي، وإرساء منظومة حوكمة رصينة ومتكاملة، مما أثمر عن تحقيق مكتسبات نوعية خلال مسيرتها في السنوات الماضية تمثلت في خلق قطاعات اقتصادية جديدة، ووصولها لمعدلات نمو استثنائي وتمكين المواطن ورفع جودة الحياة في المملكة، وأسهم كل ذلك في تبوؤ المملكة مكانة رائدة على الخريطة العالمية". رؤية 2030 هي واحدة من أكثر المشاريع التحويلية الطموحة عبر التاريخ السعودي حيث تؤدي هذه الرؤية دورها الحيوي في الاستثمار في المجتمع وفي الاقتصاد وفي السياسية وفي الثقافة وهي استثمارات طويلة المدى تحمل في طياتها طموحها المستقبل من خلال إطلاق العنان لإمكانات السعودية والسعوديين القادرين على تحقق المكاسب ومواجهة التحديات، لقد مرت سنوات منذ إطلاق المشروع وقد أدت الإصلاحات دورا مثير للإعجاب إلى درجة أن الكثيرين يصفونها بالثورة التنموية، فالسعودية تتحول، وهذه هي الحقيقة التي يستطيع الجميع رؤيتها والسنوات المتبقية للرؤية ستكون مثيرة أيضا. ليس الجميع من حولنا قادرا على قراءة هذه الرؤية بالطريقة التي نراها نحن السعوديين، لذلك فرسالتنا لكل من يتساءل حول هذه الرؤية ومن يحاول أن يتتبعها سواء بالسلب أو الإيجاب نقول: إن هذه الرؤية ليست مجرد مشروع استدعت وجوده ظروف اقتصادية أو غيرها، مشروع الرؤية هو مسار استراتيجي أعاد تعريف السعودية من منطلقات حديثة تتوافق مع التصورات الدولية حول التطور والتحضر. في السعودية يعيش المجتمع مع هذه الرؤية حالة يقين كاملة أن ما أحدثته هذه الرؤية خلال سنوات مضت كان في خانة المستحيل قبل عقدين من الزمن، رؤية السعودية ليست استثناء من جميع الخطط ولديها تحديات، ولكن الصحيح فيها أكبر من أن يدركه من يعيش خارج السعودية، لذلك فلن يدرك أحد حجم التحول الذي عشناه بسبب هذه الرؤية سوى أولئك الذين إما هم يعيشون في السعودية، وخاصة خلال الثلاثة عقود الماضية، أو أنهم على معرفة بالحالة السعودية بشكل دقيق. لن يسمح المجتمع السعودي ولا عراب الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بأي تهاون في معركة الرؤية، نحن أمام قضية فاصلة في مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، في منظورنا الاجتماعي وخلفيتنا الثقافية لم نكن نتصور حدوث تلك التطورات بهذه الطريقة، لقد أثبت المجتع السعودي أنه من أكثر المجتمعات في المنطقة، وقد يكون في العالم، قدرة على التكيف المباشر والسريع مع تلك المسارات التحولية التي قدمتها رؤية 2030، الأفكار والعقول التي تتحدث عن الرؤية بمنظورها الاقتصادي فقط، تدرك أن المنظور الاقتصادي يخضع لتقلبات عالمية، وهذا ما يتطلب مرونة هذه الرؤية في التنقل بين خيارات اقتصادية ومشروعات متغيرة وقد يتطلب الأمر التنازل عن بعض الأفكار وتبني أخرى. نحن السعوديين لدينا رؤية أخرى ومهمة؛ فنحن ندرك أننا نملك حكومة قادرة على التكيف مع التحولات الاقتصادية في العالم ولكن الامر الذي يعطينا الفخر الأكبر بهذه الرؤية على المستوى الداخلي هو شعورنا نحن السعوديين أكثر من غيرنا بقدرة هذه الرؤية على حمل المجتمع السعودي بثقافته وتنوعه الجغرافي من حالة تاريخية لها مواصفاتها الخاصة، الى أفق الانفتاح والتحول الإيجابي مع ثبات راسخ لم يتغير للقيم السياسية والثقافية والأخلاقية والعقدية لهذا المجتمع. رؤيتنا 2030 هي مشروع المستقبل الذي نقاتل من أجله، وهذه ليست مبالغة ولكنها حقيقة راسخة، فقد أصبحت السعودية بعد هذه السنوات في مكانة إقليمية ودولية مختلفة على جميع المستويات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ومها كانت التحديات التي قد تتطلب تغيير الاتجاه أو حتى التنازل عنه فإن الرؤية سوف تستمر وتكتسب عبر السنوات القدرة على التكيف وتحديد الاتجاهات وتغيير المسارات من أجل الهدف الرئيس ألا وهو المملكة العربية السعودية وذهابها إلى المستقبل بأمان وسلام وثقة.