فتح مجالات جديدة أمام الشباب وتمكينهم من بناء مسارات مهنية أكثر من مليوني وظيفة جديدة منذ 2016 رفع نسبة تملّك المواطنين للسكن إلى 60 % حتى عام 2024 في مثل هذا الشهر من عام 2016، أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية طموحة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تحت عنوان "رؤية السعودية 2030"، بهدف تنويع الاقتصاد، وتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وبعد مرور تسع سنوات، لم تعد الرؤية مجرد طموح مستقبلي، بل تحوّلت إلى واقع ملموس عبر إنجازات نوعية في مختلف المجالات. نتج عن ذلك تحولات كبرى مثل: التحول الاقتصادي وارتفاع إسهام القطاع غير النفطي، حيث زادت إسهامات القطاع غير النفطي في الناتج المحلي لتتجاوز 50 %. كما نمت الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتضاعفت مع توقيع شراكات استراتيجية في قطاعات التكنولوجيا، والسياحة، والطاقة المتجددة. وشهد العالم صعود المشاريع الكبرى بالمملكة، حيث تم بدء تنفيذ مشاريع عملاقة مثل: نيوم، ذا لاين، البحر الأحمر، القدية، كمحركات جديدة للنمو. وأسهمت الرؤية بتمكين المرأة والشباب، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 % عام 2016 إلى أكثر من 35 % عام 2024.وتوسعت برامج التدريب والتأهيل، مثل: هدف، وتمهير، وبرنامج تنمية القدرات البشرية. كما أسهم التحول الرقمي بجعل المملكة العربية السعودية اليوم ضمن أفضل 10 دول في الحكومة الرقمية. وتوسعت خدماتها مثل: توكلنا، وأبشر، وصحتي. لتسهيل حياة المواطن والمقيم.وتم إطلاق مبادرات الذكاء الاصطناعي والابتكار عبر سدايا والهيئة السعودية للبيانات، والسياحة والترفيه، وأصبحت المملكة وجهة سياحية عالمية بعد إطلاق التأشيرة السياحية. وإطلاق العديد من الفعاليات مثل: موسم الرياض، وموسم جدة واجتذاب ملايين الزوار. وإنشاء وتطوير هيئات مستقلة للسياحة والثقافة والترفيه. استثمار الشباب ومن أهم إيجابيات رؤية السعودية 2030 فقد جعلت الاستثمار في الشباب أولوية قصوى، باعتبارهم عماد المستقبل ومحرك التنمية، وسعت لخلق بيئة ممكنة تعزز من مشاركتهم في الاقتصاد والمجتمع، ومن أبرز ملامح هذا الاستثمار الاستراتيجي تمكين الشباب من خلال التعليم والتدريب وإعداد برنامج تنمية القدرات البشرية والذي يعد أحد برامج الرؤية الأساسية، ويهدف إلى تطوير المهارات والمعارف بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل. والعمل على تطوير المناهج التعليمية من خلال التركيز على المهارات المستقبلية مثل: البرمجة، التفكير النقدي، وريادة الأعمال. والعمل على توسيع التدريب التقني والمهني عبر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وأكاديميات القطاع الخاص"، لتزويد الشباب بمهارات عملية. إضافة لتحفيز روح الريادة والابتكار وإنشاء هيئة منشآت لدعم رواد الأعمال الشباب عبر برامج التمويل، التدريب، والحاضنات. وإطلاق صناديق استثمارية مثل: صندوق التنمية الوطني، وصندوق المنشآت الصغيرة والمتوسطة لدعم المشاريع الريادية والمبادرات الناشئة. وإعداد جوائز ومسابقات تحفيزية مثل: مسك لريادة الأعمال، وتحدي نيوم للابتكار. كما تم العمل على خلق فرص وظيفية جديدة ومتنوعة، وتنويع الاقتصاد بفتح مجالات جديدة أمام الشباب في السياحة، التقنية، الترفيه، الفضاء، الطاقة المتجددة، التحول الرقمي ما أوجد فرصًا في مجالات الاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد. كما نمت الصناعات المحلية من خلال حفّز التوظيف في القطاع الصناعي والخدمات اللوجستية. وتم إشراك الشباب في صنع القرار والمجتمع، وإنشاء مجلس شباب المناطق بإشراف إمارات المناطق، لتمكين الشباب من إيصال صوتهم والمشاركة في المبادرات التنموية. وتم إطلاق مبادرات مؤسسة مسك الخيرية لتعزيز القيادة، الدبلوماسية، وتمثيل الشباب دوليًا. وإعداد برامج التطوع والمواطنة الفاعلة مثل: خير السعودية، لتعزيز الوعي والانتماء المجتمعي. وتم دعم الثقافة والترفيه كمساحة للإبداع، وإنشاء هيئات مستقلة للثقافة والفنون، وفتح المجال للشباب للإبداع والتعبير.وتم توسيع البنية التحتية للترفيه والرياضة، ما مكّن آلاف الشباب من بناء مسارات مهنية في مجالات غير تقليدية. تعزيز وتثقيف وأسهمت رؤية السعودية 2030 بشكل كبير في تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية، من خلال تمكين القطاعين العام والخاص، وتحفيز القطاع الثالث، وإشراك الأفراد في التنمية المجتمعية المستدامة. ومن أبرز أوجه هذه الإسهامات: تعزيز الدور المجتمعي للقطاع الخاص وإطلاق ميثاق المسؤولية الاجتماعية للشركات، لتشجيعها على تبني مبادرات ذات أثر اجتماعي. وإدراج مؤشرات المسؤولية الاجتماعية في تقييم أداء الشركات، خصوصًا في القطاعات التي تحقق أرباحًا كبيرة. وتحفيز الاستثمارات المجتمعية في مجالات مثل التعليم، الصحة، البيئة، وتمكين المرأة. كما تم تمكين القطاع غير الربحي - القطاع الثالث، ىرفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي من أقل من 1 % إلى مستهدف 5 % بحلول 2030. وإطلاق المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، لتطوير الأنظمة والحوافز. وزيادة عدد الجمعيات الأهلية، حيث تجاوز عددها 4,000 جمعية بنهاية 2024، مع تحسين الحوكمة والشفافية. وتشجيع التطوع عبر منصة التطوع السعودي، مع مستهدف 1 مليون متطوع بحلول 2030. كما تم إشراك المواطنين والمقيمين في التنمية من خلال تعزيز ثقافة المواطنة الفاعلة من خلال مبادرات مثل: خير السعودية، مجالس الأحياء، مبادرات المدن الذكية والمستدامة، إطلاق حملات وطنية في التبرع بالدم، الحفاظ على البيئة، والتوعية الصحية. كما تم دعم ريادة الأعمال الاجتماعية، بتمكين مشاريع تهدف إلى تحقيق عوائد مالية وأثر مجتمعي في آنٍ واحد. وتم العمل على تكامل المسؤولية الاجتماعية مع الأهداف الوطنية وتم ربط مبادرات المسؤولية الاجتماعية مع برامج رؤية 2030 مثل: برنامج جودة الحياة، وبرنامج التحول الوطني، وبرنامج تطوير القطاع المالي، وتمكين العمل الخيري والتطوعي ليكون مساهمًا مباشرًا في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة. وحقق ذلك نتائج ملموسة حتى 2024، وأصبح مؤشر الإنجاز بأن عدد المتطوعين تجاوز 800 ألف متطوع، إسهام القطاع غير الربحي في الناتج المحلي وصلت إلى 2.6 %. المبادرات المجتمعية المدعومة من القطاع الخاص باتت أكثر من 12 ألف مبادرة، المشاريع ذات الأثر الاجتماعي المشترك مئات المبادرات بين الجهات الحكومية والأهلية، وعززت رؤية 2030 المسؤولية الاجتماعية لتكون إحدى ركائز التنمية، لا مجرد نشاط جانبي. واليوم، باتت المسؤولية الاجتماعية ثقافة مؤسسية ومجتمعية متكاملة، تدفع نحو مستقبل تشاركي ومستدام، يسهم فيه الجميع الدولة، والقطاع الخاص، والناس. جودة الحياة لقد أسهمت رؤية السعودية 2030 في تعزيز جودة الحياة، وجعلت منها أحد محاورها الرئيسة، عبر إطلاق "برنامج جودة الحياة" كأحد البرامج التنفيذية للرؤية. يهدف البرنامج إلى تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، وتعزيز أنشطة الثقافة، الترفيه، الرياضة، والسكن، بما ينعكس إيجابًا على رفاهية المواطن والمقيم.وأسهم ذلك في تطوير البنية التحتية للحياة العصرية، بإنشاء وتطوير الحدائق العامة، المتنزهات، والمسارات الرياضية في المدن، وتحسين التخطيط الحضري عبر برامج تطوير المدن لجعلها أكثر راحة وجمالًا، وتعزيز خدمات النقل العام والمشاة والدراجات. كما تم تمكين الأنشطة الثقافية والترفيهية بإطلاق مواسم ترفيهية ضخمة مثل: موسم الرياض، موسم جدة، موسم العلا.وبناء دور سينما، مسارح، ومعارض فنية لأول مرة في المملكة، ودعم الفنون البصرية والموسيقى والمسرح من خلال هيئة الثقافة وهيئة الترفيه.كما تم تعزيز الصحة والرياضة بإنشاء مراكز لياقة بدنية ومرافق رياضية في مختلف المدن، ودعم الرياضات المجتمعية وتشجيع الناس على ممارسة الرياضة بانتظام، واستضافة فعاليات عالمية كبرى مثل: فورمولا 1، رالي داكار، السوبر الإسباني. كما تم توفير خيارات سكنية مناسبة من خلال برامج مثل سكني والإسكان التنموي، لتوفير وحدات سكنية مناسبة للأسر، ورفع نسبة تملّك المواطنين للسكن إلى أكثر من 60 % حتى عام 2024، وتطوير الأحياء السكنية بجودة عالية وتصميمات حديثة. كما تم تمكين التفاعل المجتمعي بإطلاق مبادرات تطوعية ومجتمعية تهدف لتعزيز الانتماء والمشاركة. وتوفير مساحات مجتمعية مفتوحة وبيئة محفّزة للتواصل، وتحسين تجربة العيش للمقيمين والزوار على حدٍ سواء.لقد أحدثت رؤية 2030 نقلة نوعية في جودة الحياة داخل المملكة، فبات المواطن والمقيم يجدان بيئة معيشية متكاملة ومتوازنة، تجمع بين الراحة، الرفاهية، والنشاط الاجتماعي والثقافي. هذه التحولات لم تكن تجميلية، بل جوهرية، تعيد صياغة مفهوم الحياة اليومية في السعودية بما يتماشى مع أرقى المعايير العالمية. تحديات وإنجازات وخلال التسع سنوات الماضية اعترض سير الرؤية العديد من التحديات والتي تم تجاوزها بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة في مثل هذه الظروف. وقد تجاوزت المملكة أزمة جائحة كورونا باحترافية، من خلال الحوكمة الرقمية، والدعم الاقتصادي للقطاعات المتضررة. كما أن تقلبات أسعار النفط لم تضعف من مستهدفات الرؤية بفضل الله ثم تنويع الإيرادات وتعزيز الصناعات الوطنية، أصبحت المالية العامة أكثر مرونة. كما واجهت الرؤية التغيرات الاجتماعية، والتمكن من إدارة التغيير الاجتماعي بوعي وتدرج، مع الحفاظ على الهوية والقيم السعودية الأصيلة. ومن أبرز الإنجازات الرقمية بالأرقام (حتى 2025) نأخذ أولاً: إنجاز الناتج المحلي غير النفطي +5.4 % نمو سنوي مستدام: المشاريع العملاقة: كثر من 1.5 تريليون ريال استثمارات قيد التنفيذ. الوظائف الجديدة: خلق أكثر من 2 مليون وظيفة جديدة منذ 2016. الصادرات غير النفطية تضاعف بنسبة 90 % مقارنة بعام 2016. السياحة: أكثر من 100 مليون زيارة داخلية ودولية في 2024 فقط. ثانياً الفرص المستقبلية حتى 2030 الاقتصاد الأخضر عبر مبادرة السعودية الخضراء، والطاقة المتجددة. الذكاء الاصطناعي وتطلع المملكة لتكون مركزًا عالميًا في هذا المجال بحلول 2030. الصناعات المتقدمة حيث تم العمل على توطين الصناعات العسكرية والطبية والفضائية. القطاع اللوجستي حيث تم تحويل المملكة إلى مركز ربط عالمي بين القارات الثلاث. وبعد هذا التسع سنوات من انطلاق رؤية 2030، أثبتت المملكة أن الطموح السعودي لا يعرف المستحيل. ومع بقاء خمس سنوات على إتمام الرؤية، تستمر المملكة في صنع المستقبل بخطى واثقة، مستندة إلى قيادة ملهمة، وشعب طموح، وبنية تحتية متقدمة، وعلاقات دولية متزنة.