فوز الهلال على الخليج، ثمَّ خسارة الاتحاد من الفتح أعادا حدة الصراع على لقب الدوري من جديد؛ بعد أن ظنَّ كثيرون أنَّ المنافسين وفي مقدمتهم الهلال قد رموا المنديل، في المقابل لا يزال النصر يتمسك بالمنافسة بالرغم من الخسارة الأخيرة أمام القادسية؛ خصوصًا مع وجود مواجهة مباشرة بينه وبين الاتحاد، وعلى أمل لا يزال قائمًا بالحصول على نقاط العروبة!. الأهلي والقادسية والشباب يلعبان بهدوء أكبر وضغطٍ أقل بحثًا عن مقعد ثالث في بطولة النخبة الآسيوية المقبلة، فيما تتصارع أندية كثيرة في معركة البقاء في دوري روشن، بينما لا تتسع منطقة الدفء حتى الآن سوى ل3 أندية فقط، وهو ما يزيد من إثارة الجولات الست المتبقية، ويصعب من مهمة أندية المقدمة حتى في اللقاءات التي قد يظن البعض أنَّها أقل سهولة من مواجهات الكلاسيكو والدربي!. التقلبات والانقلابات في هذا الدوري ربما تكون هي الأغرب في تاريخه، والفارق النقطي بين المتصدر والوصيف يزيد تارة، ويتقلص تارة، والهلال الذي تنفس قليلًا على شواطئ الخليج، واستعاد نغمة الانتصارات، واستعاد شيئًا من ثقته وروحه، وشيئًا من هدافه متروفيتش، وظهيره الأيمن كانسيلو، واستطاع أن يعيد الفارق النقطي بينه وبين المتصدر الاتحاد إلى 4 نقاط؛ سيواجه غدًا الشباب الأكثر ارتياحًا وتحفزًا، والأقل ضغطًا بدنيًا وجماهيريًا وإعلاميًا، وسيكون الهلال بين سندان المحافظة على آماله في الدوري، وبين مطرقة الاستعداد للمواجهة الآسيوية المرتقبة أمام جوانجو الكوري بعد 3 أيام من مواجهة الشباب. لا أعلم ولم أشهد بطولة دوري أسهل للاتحاد من بطولة هذا الموسم عطفًا على ما حظي به من دعم لم يتوفر لجميع منافسيه، وعطفًا على تفرغه هذا الموسم للبطولات المحلية بعكس منافسيه، وعطفًا على أخطاء التحكيم التي أنقذت الاتحاد من التعثر في مناسبات كثيرة، وعطفًا على ظروف البطولة وأحداثها وسيناريوهاتها التي خدمت الاتحاد كثيرًا وسهلت له انتزاع الصدارة من الهلال الذي كان بطلَ الشتاء قبل أن يمر بوعكة صحية لا يزال يحاول التعافي منها، وإن استطاع أن يتجاوز مواجهة الشباب ويعود بعد المهمة الآسيوية بهذا الفارق؛ فالاتحاديون قبل غيرهم يعرفون جيدًا أنَّ من يأمن للهلال، كمن يأمن للماء في الغربال!. قصف ** هل إدارة الهلال جاهزة فعلًا لدفع تكلفة التعاقد مع المدرب الإيطالي سيموني انزاغي؟! والتكلفة هنا ليست فقط تكلفة مقدم العقد والراتب السنوي؛ بل فاتورة التغييرات الواسعة والمخالصات والتعاقدات الجديدة التي يجب أن توفرها للمدرب ليحقق أفكاره، وهي الإدارة التي عجزت منذ عام عن التخلص من لودي!. ** عدم وجود مدير رياضي متخصص يجعلني دائمًا في حالة شك حول مثل هذه الاختيارات، ومدى ملائمتها لحاجة الهلال؛ وليس كل مدرب ناجح ومشهور قد يناسب الهلال الذي يحتاج لمدير فني ذي مواصفات خاصة أكثر من حاجته لشهرة المدرب وصيته العالمي، فالهلال ليس من الأندية التي تحتاج للتعايش والانتشار والتشخيص باسم مدرب أو لاعب لسد ما عندها من نقص في هذا الجانب!. ** كل التوفيق الليلة لمنتخبنا للناشئين تحت 17 سنة في تحقيق لقب كأس آسيا أمام المنتخب الأوزبكي الأقوى في البطولة، والوحيد الذي لم يخسر ولم يتعادل طوال مراحل البطولة، مهمة الأخضر في رد الثأر والثلاثية التي تلقاها من الأوزبكي في دور المجموعات وتحقيق اللقب مهمة صعبة؛ لكنَّ نجومنا (قدَّها) بإذن الله.