في كل أسبوع، نفتح نافذةً إلى عوالم الكُتُب، لا لنقرأ فحسب، بل لنتنفس المعنى، ونرتشف من نُضج العقول، ما يُنبت في أرواحنا بذور الوعي والجمال.. هذه الزاوية ليست مجرّد استعراض لعناوين، بل رحلة في بساتين الفكر، ننتقل فيها من ظلّ شاعرٍ إلى ضوء فيلسوف، ومن دهشة روائيّ إلى حكمة مؤرخ، نستنطق الصفحات، ونصغي إلى همس الكلمات، لنكشف معاً ما تُخفيه من كنوز المعنى، وسحر الحرف. إنها موعدٌ أسبوعي مع العقل.. مع القلب.. مع الكتاب، حيث نحتفل بكل إصدار يُضيء الطريق، ويترك فينا أثراً لا يُمحى. المجالس الثقافية السعودية إنَّ النَّجاحات الَّتي حقَّقتها الصَّالونات والمنتديات بشتَّى ألوانها وأشكالها وممارساتها طيلة العقود الماضية تستحق التَّوقف والتَّأمل؛ لا لمزيد من الثَّناء والإطراء ولكن لكونها تشكِّل حالة استثنائيَّة من الحراك الثَّقافي السُّعودي، تعدَّدت أطيافه وألوانه في شتَّى ربوع الوطن ومناطقه. واليوم يرصد الباحث الرَّصين الأستاذ محمد القشعمي هذه الحالة الثَّقافيَّة السُّعوديَّة من خلال هذا الكتاب عن الصَّالونات الثَّقافيَّة. والأستاذ محمد القشعمي حطَّ رحاله في عدد من الصَّالونات مستمعاً ومنصتاً ومشاركًا ومحتفى به؛ فتدوينه وكتابته تحمل معها كتابة الخبير المطَّلع، ومن ثَمَّ فهو يكتب عن دراية وتجربة، وليقينه أنَّ هذه الصَّالونات شكَّلت ومارست فعلاً ثقافياً يستحقُّ الرَّصد والتَّدوين. معالم القرية الكونية يطرح هذا الكتاب الذي قام بتأليفه أستاذ النقد والبلاغة د. سعود الصاعدي فكرة المقاربة بين المعالم والمفاهيم في سياق البلاغة الكونية، لينتقل من التمثيل إلى التمثُّل، بحيث تصبح مباحث البلاغة ومسائلها ماثلة للعيان بدلاً من أن تكون أمثلة للبيان، وفي سياق هذا التمثّل جاءت هذه الدراسة لاستخلاص نموذج كوني من أمّ القرى، يتمثّل في خمسة معالم للقرية الكونية. وهكذا تبدو المعالم في مكة، من خلال ثنائية الكثافة والامتداد التي اقترحها الباحث، وهي على التوالي: الجبل والوادي والبئر والشجرة والمسجد. وذلك من خلال التركيز على بيان النّصبة الذي يتحوّل فيه العالم إلى آية كبرى، ومعالمه إلى علامات وآيات، ومن شأن هذا أن ينقل البلاغة من أفق التمثيل إلى أفق التمثُّل. المرأة وقضاياها في شعر المرأة السعودية تقدم أ. نورة هَصَّام آل داهش كتابها الصادر عن النادي الأدبي بالرياض بقولها: لقد شغلت المرأةُ بصورتها وقضاياها جزءاً كبيراً من الشعر العربي، وقد اختلف ذلك الاهتمام بها في الشعر القديم عنه في الشعر الحديث، واحتلت مساحةً كبيرةً في شعر الرجل لكونها ملهمة الشعراء؛ كما ظهرت في شعر المرأة وإن لم تكن بالظهور نفسه في شعر الرجل، وهذه الدراسة تعرض صورتها وقضاياها في شعر المرأة السعودية لبيان مدى اهتمام المرأة الشاعرة بإبراز صورة المرأة وقضاياها. وتتمثل أهمية هذه الدراسة في أن المرأة نظرياً هي الأقرب للتعبير عن المرأة، وعن قضاياها المتعددة، وربما كانت الصوت الفني الأجدر لمعالجة معاناتها فنياً، بعد أن حاز الرجل عبر التاريخ قصب السبق في هذا الميدان. أنا.. مجموعة قصصية باقة متنوعة من القصص الجميلة والمشوقة من إصدارات نادي أبها الأدبي للقاصة نادية الفواز التي وصفتها بهذا البوح الذي يجول في أعماقها: يناسب في داخلي شلال الحياة وأنا أعيش مع هذه القصص، أناقش فيها بعضاً من قضايا المرأة الشرقية، آلامها، أحلامها، أحياناً أتجول في أعماقها أتشبث بذيل ثوبها أفتش عن ذلك السر الذي جعلها في أساطير ملهمة متجددة عند الشعراء.. رمزاً للحرية والانعتاق عند المفكرين.. أستبق الدقائق عليها.. القصة عندي أعمق من أن أرويها إنها بالنسبة لي تحد.. تحدٍّ مع اللغة ومع ما وراء اللغة. ليست المرة الأولى التي أقدم فيها على هذه المخاطر، فحياتي مليئة بالمخاطر والمغامرات القصصية. القصة هي الزمان الذي أنتظره، إنها الضوء ينبجس من سجن الأحزان، هي الموج الذي يعود ليصنع مع حروفي أسطورة والغربة جديدة فيتوهج نبضي حرفاً. بكر هذال