في خضم حراك اقتصادي نشط تشهده المملكة العربية السعودية، يبرز اكتتاب شركة أم القرى للتنمية والإعمار كعلامة فارقة تؤكد نضج السوق المالية السعودية، وعمق الرؤية الاستثمارية للمملكة، وهذا الإدراج لم يأتِ من فراغ، بل كان بمثابة تتويج لمسيرة طويلة من العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي للشركة، ليجسد قصة نجاح أخرى تضاف إلى سجل الإنجازات الاقتصادية التي تشهدها بلادنا. فمنذ سنوات طويلة لم نشهد إدراجاً لشركة بهذا الثقل والتميز، تعمل في بقعة هي الأقدس على وجه الأرض، وشركة أم القرى، المالكة والمطورة والمشغلة لمشروع "وجهة مسار" في مكةالمكرمة، تمثل نموذجاً فريداً يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين خدمة ضيوف الرحمن وتنمية القطاع العقاري، وهذا الإدراج النوعي يعكس ثقة القائمين على الشركة في مستقبلها وفي قدرة مشروعها الطموح على تحقيق عوائد مجدية للمساهمين والاقتصاد الوطني على حد سواء. ولا شك أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الجهود المضنية التي بذلتها إدارة شركة أم القرى للتنمية والإعمار على مدى سنوات، وعلى رأسها رئيس مجلس الإدارة عبدالله صالح كامل، فلقد كانت رؤيته الثاقبة وإدارته الحكيمة هي المحرك الرئيس لهذا النجاح، الذي تجلى في هذا الإدراج المبهر والمهم، إنه تقدير مستحق لسنوات من العمل الجاد والتفاني، ليثمر هذا الحدث الاقتصادي البارز. ولعل للتوقيت دلالات عميقة، فالإدراج تزامن مع شهر رمضان المبارك، وهو شهر له مكانة خاصة في قلوب المسلمين عموماً وفي مكةالمكرمة على وجه الخصوص. هذا التزامن يضفي بُعداً روحانياً على المشروع، ويعكس حرص الشركة على أن تكون جزءاً من المشهد الرمضاني المميز في أطهر بقاع الأرض، إنه توقيت مبارك يعزز من جاذبية الاستثمار في هذا المشروع الفريد. والأهم أيضاً في هذا السياق، أن هذا الإدراج سيفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الأجنبي في مشروع "وجهة مسار"، فالمملكة تولي اهتماماً بالغاً بتنمية القطاع العقاري وجذب الاستثمارات النوعية، وهذا الإدراج يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه. من خلال إتاحة الفرصة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم للإسهام في هذا المشروع الضخم، فإننا نشهد تدفقاً لرؤوس الأموال التي تسهم في نمو الاقتصاد الوطني وتوفير المزيد من فرص العمل. لقد كان إدراج شركة أم القرى حلماً يراود الكثيرين، واليوم، بفضل الله، تحقق هذا الحلم، وفي شهر رمضان المبارك تحديداً، مما يجعله إنجازاً مضاعف الفرحة. إن طرح الشركة ل 130,786,142 سهماً عادياً في السوق الرئيسة السعودية يعكس حجم الثقة التي يوليها المستثمرون لهذا الكيان الطموح. وكما أوضحت الشركة في نشرة الطرح، فإن غالبية متحصلات هذا الاكتتاب ستوجه لتمويل مشروع "وجهة مسار"؛ الذي يعد بمثابة إعادة صياغة لمفهوم التطوير العقاري في مكةالمكرمة. هذا المشروع الضخم، الذي سيضم 54 مشروعاً فندقياً، و59 مجمعاً للشقق الفندقية، و66 برجاً سكنياً، و22 مشروعاً للتجزئة، و4 مرافق للرعاية الصحية، بالإضافة إلى ممر للمشاة بطول 3.6 كيلومتر، يمثِّل نقلة نوعية في البنية التحتية والخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام وسكان مكةالمكرمة. إن اكتتاب أم القرى لم يكن مجرد حدث عابر في سوق المال، بل كان محطة مهمة ضمن دورة من الإدراجات النوعية التي تشهدها المملكة، والتغطية المكتملة للاكتتاب والثقة الكبيرة التي أبداها المستثمرون تعكس الإيمان الراسخ بمتانة الاقتصاد السعودي وجاذبية الفرص الاستثمارية المتاحة فيه. والمؤكد في رأيي أن إدراج شركة أم القرى للتنمية والإعمار يمثل نموذجاً للاكتتاب الذكي، الذي يضيف بعداً استثمارياً أعمق للسوق العقارية السعودية ويجذب رؤوس الأموال نحو قطاع واعد مليء بالفرص، وهذا الإدراج ليس مجرد قصة نجاح لشركة، بل هو قصة نجاح لاقتصاد بأكمله، يسير بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدفات "رؤية 2030"، إنه تأكيد على أن السوق السعودية قادرة على استيعاب المشاريع الكبرى وتقديم قيمة حقيقية للمستثمرين على المدى الطويل.