اعتادت معظم العوائل في منطقة جدة التاريخية وبعض الأحياء القديمة على الاجتماع حول سفرة الإفطار بعد صلاة عيد الفطر المبارك بمنزل الوالدين أو كبير العائلة في تقليد يحاكي ماضي الأجداد ، ويعدّ فرصة لإدخال الفرحة والسرور لقلوب كبار السن بهذه المناسبة. وشاركت وكالة الأنباء السعودية عائلة سامي سعيد بازهير -من سكان جدة- الاحتفاء بهذه المناسبة التي تتكرر كل عام في أجواء عائلية على السفرة الحجازية بأطباقها المتميزة والتقليدية وبمكوناتها البسيطة التي تجعل من هذا اللقاء ذكرى خالدة يستذكرها أفراد الأسرة من حين لآخر لسنوات طويلة. وأوضح أن هناك أطباقا في السفرة الحجازية في العيد تحظى باهتمام كبير وخاصة في مثل هذه المواسم، ومن هذه الأطباق " الدبيازة "وهي عبارة عن حلوى شعبية، ومن أساسيات الأطباق الحجازية التي تُقدم عادة في أول أيام عيد الفطر المبارك وتتكون من المشمش المعمول مع قمر الدين ويضاف إليها السكر، وأن فطور العيد يحلو بمربى السفرجل بلونه الجذاب الذي يتم عمله من فاكهة السفرجل القريبة من شكل التفاح والكمثرى ويعد من أنواع المربيات الشهية واللذيذة التي تُزين موائد الإفطار عند عدد من العوائل في عيد الفطر المبارك. واستعرض بازهير بعض الأطباق ومنها حلوى "الشعيرية " مع السكر وهي من أقدم أنواع الحلوى القديمة، وهي من الحلويات سهلة التحضير وبمكونات بسيطة ويتم تقديمها على السفرة وهي ساخنة ، حيث يميل البعض إلى إضافة العسل عليها ليضيف نكهة حلوة إلى هذا الطبق . وقال: " هناك أصناف من المأكولات تجد حضورا مميزا في العيد ومنها الشكشوكة وهي من الأطباق الشعبية المنتشرة والمفضلة في وجبة الإفطار والمشهورة في الحجاز ، وتعتمد على البيض والطماطم بشكل كبير ، وكذلك بيض العيون وهو من أنواع البيض المقلي سهلة التحضير وبمكونات قليلة وسريع في تحضيره ، وهو ذو مذاق يستهوي الكثير من الناس بشكله الفريد . وأكد بازهير أن الأجبان بأنواعها المختلفة القديمة والحديثة تشكل مساحة كبيرة في السفرة الحجازية ، ومنها الجبنة البيضاء والطرية وجبنة المش وبعض الأنواع الأخرى التي يضاف إليها نوع معين من الفلفل والجوز ، وكذلك الجبنة البلدي وهي أساس هذه الأجبان بطعمها المميز . وأفاد بأن الخبز بأنواعه المختلفة ( الشريك والصامولي والبر ) يعدّ رديفاً للعديد من الأطباق ولاغنى عنه ودونه لا تكتمل السفرة ، ويعدّ خبز الشريك ذا أهمية في السفرة الحجازية ويكون مخبوزا على شكل دوائر ويتم رش السمسم عليه بكميات قليلة ليكسبه طعما مميزا ، فيما يفضل آخرون خبز الصامولي هو نوع من الخبز على شكل أسطواني وغالبا ما يتم حشوه بالبيض والأجبان ، أما خبز البُر فهو غني عن التعريف بفوائده الكبيرة التي تحتوي على الفيتامينات والألياف المعدنية مما يجعله أكثر أنواع الخبز التي يتم الإقبال عليها. وشرح مكونات إحدى الأطباق ويسمى " دجاج البر " وهو من الأكلات القديمة بمنطقة الحجاز ، وهو من الموالح التي كانت الأسر تتناولها في أوقات محددة وخاصة بعد العصر ، ويتميز بمذاقه الحار ، ويضاف إليه بعض البهارات تزيد من لذته ، إضافة إلى المقلية المعمولة بالدقيق الأبيض مع تغميسة الحُمر " التمر الهندي " الحامض المفلفل وتضاف إليه الكزبرة والكراث وهي من الوجبات التي لازالت حاضرة حتى اليوم بشكل لافت ويكثر الطلب عليها . وتبرز في سفرة فطور العيد بحسب حديث بازهير الحلويات بأنواعها مثل الطحينية والهريسة والحلاوة اللبنية والبسبوسة وحلاوة اللدو وحلاوة طبطاب الجنة وهريسة اللوز والدبيازة والحلقوم واللوزية والكثير من الحلويات المختلفة التي تتميز بالتنوع والمذاق. وأشار إلى أن سفرة الفطور الحجازي لا تكتمل إلا بوجود الشاي واحتساء كوب مع أنواع من الأطباق ، يرافقها بعض الأحاديث والسوالف الودية ، التي تجمع أفراد الأسرة في مكان وزمان محدد ، لا يمكن تفويت حضورها والاستمتاع بفعاليات هذه المناسبة السعيدة.