في عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي، تأتي منصة «إحسان» كواحدة من أعظم المبادرات الخيرية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، لتجسد التزامها الراسخ بدعم المحتاجين وتعزيز العمل الخيري بأسلوب منظم وشفاف. هذه المنصة ليست مجرد وسيلة للتبرع، بل هي نموذج حضاري يعكس رؤية المملكة في تسخير التقنية لخدمة الإنسانية، حيث تتيح للمتبرعين إيصال عطائهم إلى مستحقيه بكل سهولة وثقة. إن ما يميز «إحسان» ليس فقط قدرتها على توجيه التبرعات بفعالية، بل أيضًا ضمان وصولها إلى الفئات المستحقة دون وسيط أو استغلال. فقد شهدنا في العقود الماضية انتشار الاحتيال باسم العمل الخيري، حيث يستغل بعض المتسولين والعصابات حاجة الفقراء لتحقيق مكاسب شخصية، مما يسيء إلى مفهوم العطاء النبيل. وهنا تأتي «إحسان» لتسد هذه الفجوة، فتجعل الخير مسؤولية منظمة، خاضعة للرقابة، وتعمل تحت مظلة الجهات الرسمية في المملكة، مما يعزز ثقة المجتمع بها. التبرع عبر «إحسان» ليس مجرد إحسان للفقراء، بل هو إحسان للوطن والمجتمع، لأنه يضمن توزيع الموارد بعدالة، ويقضي على الممارسات السلبية التي شوهت صورة العمل الخيري. إن المتبرع عبر هذه المنصة لا يحتاج للبحث عن مستحق، أو الخوف من وقوع تبرعه في أيدٍ غير أمينة، بل يكفيه أن يثق بالآلية التي وضعتها الدولة لضمان وصول مساعداته إلى أهلها الحقيقيين. اليوم، ومع توفر هذه المنصة الرائدة، لم يعد هناك مبرر للتبرع للمتسولين في الشوارع، أو الانسياق وراء حملات مجهولة المصدر. الخير يجب أن يكون مسؤولًا ومنظمًا، والمملكة وفّرت لنا نافذة آمنة لنؤدي واجبنا الإنساني دون قلق أو ريبة. إن دعم «إحسان» هو دعم لرؤية المملكة في تعزيز التكافل الاجتماعي بأسلوب عصري يتماشى مع النهضة الشاملة التي يشهدها الوطن. فليكن تبرعنا ذكياً وواعياً، ولتكن «إحسان» هي الخيار الأول لكل من أراد أن يزرع الخير في أرضه، ليحصد بركته في دنياه وآخرته. عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية