ليلة رمضانية مليئة بالخير والإحسان، شهدتها المملكة العربية السعودية، إنها ليلة من ليالي إحسان، التي تثبت يقينا أن المملكة العربية قيادة وشعبا هي مملكة الخير والعطاء والإحسان. انطلقت المبادرة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بتبرع سخي لمنصة إحسان، حملت رسالة واضحة أن الدولة تدعم قنوات التبرع الصحيحة، وتحث الناس على العمل الخيري، ولكن لا بد من أن يتم عبر قنوات مأمونة موثوقة، حفاظا على أموال المتبرعين، وضمانا ليصل لمستحقيه. فكانت الرسالة واضحة، مليئة بالدعم والثقة والطمأنينة. لذلك، ما إن أعلن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد عن تبرعهما ل"منصة إحسان"، حتى توالت أموال المتبرعين، وبلغت في ليلة واحدة ربع مليار ريال، فشهدت تلك الليلة الرمضانية النفس المعطاءة للمواطن السعودي، وللشركات السعودية، ورأى العالم صورة مشرقة من التكافل والتعاون الخيري في هذا المجتمع. إن حياة المجتمعات تتمثل في تماسكها، وتآلفها، وتعاونها، ودعم بعضهم لبعض، ووقف بعضهم بجوار بعض، ومساعدة كل من أفراد المجتمع لغيره، وكما في الحديث: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، فالعمل الخيري يعطي صورة صادقة عن حياة المجتمع، والناس يحبون المبادرة في العمل الخيري، إذا وجدوا المكان الآمن لأموالهم، وأيقنوا أن أموالهم ستذهب للمستحقين. لقد جاء إنشاء منصة إحسان بأمر سامٍ، لتنظيم العمل الخيري، وتوحيد جهود مختلف الجهات الخيرية، بما يتكامل مع الجهات الحكومية، ويمكن القطاع غير الربحي ويوسع أثره، وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، وتعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل الإنساني لأفراد المجتمع، ورفع مستوى الموثوقية والشفافية للعمل الخيري والتنموي. إن إنشاء منصة للعمل الخيري يواكب رؤية 2030، باستثمار الذكاء الصناعي في تعظيم أثر المشاريع الخيرية والخدمات التنموية واستدامتها، من خلال تقديم الحلول التقنية المتقدمة، وبناء منظومة فاعلة عبر الشراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، بهدف تعزيز دور المملكة العربية السعودية الريادي في الأعمال التنموية والخيرية، ورفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي. تمتاز المنصة بمزايا عديدة، مفيدة من التقدم التكنولوجي، ومن الحوكمة الإدارية الحديثة، فتعطي المتبرعين فرصا متنوعة في التبرع، وتسرع من عملية التبرع، وتزودهم بتقارير فورية، متبعة معايير عالية في الممارسات الإدارية. إن منصة إحسان لا يتوقف أثرها عند الفوائد التي تقدمها للمستحقين، ولا يتوقف أثرها عند التسهيلات التي تقدمها للمتبرعين، بل إنها تقدم للعمل الخيري في العالم نموذجا رائدا، وتمنح المملكة العربية السعودية تجربة رائدة وأسبقية في هذا الإطار، بما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية القيادية، في العمل الخيري، بما يتناسب مع الثورة الرقمية الجديدة.