تصدّرت رواية "ابنة ليليت" للروائي السعودي أحمد السماري، والصادرة عن منشورات رامينا في لندن، قائمة الروايات السعودية الأكثر تداولًا وتفاعلًا عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) خلال عام 2024، وفقًا لتقرير "أدب ماب"، المنصة المتخصصة في رصد وتحليل المشهد الأدبي السعودي. وبحسب التقرير، سجلت الرواية 63 تغريدة و19 مقالًا تناولتها بشكل مباشر، لتتفوق بذلك على بقية الأعمال الروائية السعودية من حيث التفاعل والنقاش العام، سواء من النقاد أو القرّاء. ويعكس هذا التفاعل الواسع الحضور اللافت للرواية بوصفها نموذجًا سرديًا نخبويًا يتصدّر واجهة الأدب المحلي. الروايات الخمس الأكثر تفاعلاً على منصة إكس لعام 2024: 1- ابنة ليليت – أحمد السماري 63 تغريدة | 19 مقالًا 2- القبيلة التي تضحك ليلاً – سالم الصقور 58 تغريدة | 13 مقالًا 3- روح مكدّسة بالغاڤيين – أثير النشمي 43 تغريدة | 3 مقالات 4- المزهاف – خليفة الغالب 38 تغريدة | 4 مقالات 5- عمة آل مشرق – أميمة الخميس 33 تغريدة | 5 مقالات ويبرز التقرير أن "ابنة ليليت" لم تتفوق من حيث عدد التغريدات فقط، بل أيضًا على صعيد الاهتمام النقدي والإعلامي، ما يكرّس مكانتها في طليعة الروايات التي تشكّل تحولات الذائقة الأدبية السعودية. يشير التقرير إلى أن تصدّر "ابنة ليليت" يعكس تحولًا ملحوظًا في تفضيلات القرّاء السعوديين، مع انفتاح متزايد على الرواية النخبوية والتجريبية التي تتجاوز الأطر التقليدية نحو كتابة أكثر عمقًا واتساعًا. هذا النجاح يفتح الباب أمام مزيد من التجارب السردية الطموحة التي تمزج بين الفكر والإبداع، وتنجح في الوصول إلى جمهور واسع رغم خصوصية أسلوبها. الرواية التي تُعد الأكثر مبيعًا من إصدارات منشورات رامينا لعام 2024، صدرت منها طبعة ثانية بغلاف جديد بعد نفاد الطبعة الأولى، وشهدت حضورًا لافتًا في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث أقيم حفل توقيع خاص حضره جمهور متنوع من قرّاء الرواية. ومن المقرر أن يشارك السماري في معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتوقيع الطبعة الثانية. تزامنًا مع صعود "ابنة ليليت"، أطلقت منصة أدب ماب أول تقرير سنوي شامل عن الرواية السعودية بعنوان: "تقرير الرواية السعودية 2024"، الذي يُعدّ المرجع الأكثر تفصيلًا في تتبع التحولات الروائية بالمملكة. كشف التقرير أن عدد الروايات السعودية الصادرة خلال عام 2024 بلغ 317 رواية، ما يعكس نموًا ملحوظًا في حركة التأليف والنشر. هذا الازدهار لم يكن كميًا فقط، بل شمل أيضًا تنوعًا كبيرًا في الأساليب والموضوعات، من الرواية الاجتماعية والتاريخية، إلى الرواية النفسية، والفلسفية، والتجريبية. وسلّط التقرير الضوء على تصاعد الرواية السعودية كنص قابل للتحوّل إلى صناعة ترفيهية، عبر تحويل عدد من الأعمال إلى أفلام ومسلسلات، بالإضافة إلى مشاركتها في جوائز عربية ودولية مرموقة، وهو ما يعزز من حضور الأدب السعودي في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي. أبرز ما رصده التقرير هو تزايد الاهتمام بما يسمى "الأدب النخبوي"، الذي يحظى بنقاشات مكثفة على منصات التواصل، لا سيما منصة إكس، التي تحولت إلى منبر حيوي للنقاش الأدبي، ورافعة قوية لتوجيه ذائقة القرّاء نحو أنماط أكثر عمقًا وتفكيكًا. ويُعد التقرير أول وثيقة منهجية ترصد الاتجاهات السردية، والتحديات التي يواجهها المؤلفون والناشرون، وأثر الرواية في تشكيل الخطاب الثقافي والفني المعاصر في المملكة. ختمت منصة "أدب ماب" تقريرها بالتأكيد على أن الرواية السعودية لم تعد مجرد وسيلة للتعبير الفردي، بل أصبحت قوة ثقافية فاعلة تسهم في تشكيل الوعي الجمالي والمعرفي، وتُعيد رسم حضور الأدب السعودي على الخارطة العربية والدولية، بدعم من بيئة ثقافية متجددة ترعاها وتحتضنها رؤية 2030.