دأب المجتمع المحلي السعودي على دعم قطاع العمرة، وجاءت رؤية السعودية 2030 معززة لذلك الواقع، وأحدث تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن كأحد برامج تحقيق الرؤية في يوم الأربعاء 24 من شهر رمضان المبارك لعام 1440ه، وهو بمثابة نقلة نوعية في الاعمال والخدمات التطوعية التي يتلقاها المعتمرون كماً وكيفاً إذ عمل البرنامج على تفعيل طاقات المجتمع، وشحذ همم أبنائه وسواعدهم حتى يجد القادم سواء كان حاجا أم معتمرا أو زائرا ما يحوز رضاه ويلبي احتياجاته، خصوصا وأن البرنامج يستهدف زيادة أعداد القادمين من الخارج لتأدية العمرة وزيارة المسجد النبوي، بما يشمل تسهيل إجراءات التأشيرات، إضافةً إلى تعزيز الطاقة الاستيعابية اللازمة لاستقبال 30 مليون بحلول عام 2030م. و15 مليون في العام 2025م بنسبة زيادة 77 % مقارنة بمعتمري عام 2019م البالغ عددهم 8.5 ملايين معتمر. تعظيم الروحانية وقد سهل وجود برنامج خدمة ضيوف الرحمن أداء وتقديم مختلف الخدمات والأعمال التطوعية التي كان المعتمر يتلقاها وأسهم بذلك في العمل على تحقيق تعظيم الروحانية التي يعيشها، وتضاعف كميات الأكل والشرب المقدمة من أهل مكةوالمدينة إضافة إلى غيرهم من الأهالي في المدن التي يمر بها المعتمر يقدمونها للمعتمرين في بادرة تجسد معنى التعاون وتبرز روح المساعدة، كما أسهم البرنامج أيضا في زيادة تنوع مختلف الخدمات اللوجستية التي يتلقها المعتمر بجودة عالية سواء كانت مقدمة من أفراد ومواطنين عاديين أو من مؤسسات المجتمع المدني كأعمال الإرشاد والتوجيه ومختلف الأعمال التي تسهم وتعين على حفظ الأمان وضمان السلامة للمعتمر، وأيضا كأعمال التثقيف وتوضيح المعلومات الصحيحة التي تعين المعتمر على أداء نسكه بشكل صحيح والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا الجانب وفي موسم عمرة هذا العام 2025 أعلنت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، عن فتح باب العمل التطوعي في شهر رمضان لعام 1446ه للرجال والنساء، وإتاحة الفرص التطوعية في الحرمين الشريفين، واستقطاب المتطوعين ذوي الكفاءة، واستثمار طاقاتهم لخدمة ضيوف الرحمن، وأوضحت الهيئة أنها أعدّت برامج متكاملة للعمل التطوعي في عدة تخصصات خدمية واجتماعية وصحية وتوعوية وتنظيم الحشود وغيرها في شهر رمضان، وإتاحة الفرص التطوعية بشكل كامل واستقطاب المتطوعين المتميزين، واستثمار ذلك لخدمة قاصدي المسجد الحرام، كما وضعت العديد من المراحل والخطوات وآليات العمل التطوعي، منها حصر الفرص التطوعية وتحديد احتياجات العمل التطوعي، واستقبال الطلبات للجهات التطوعية وطلب موافقة الجهات الإشراقية وتراخيص الجمعيات ساري المفعول، وأفادت أن الفئات المؤهلة للعمل التطوعي هي الجهات الحكومية والأوقاف الأهلية والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية المرخصة من قبل المنصة الوطنية للعمل التطوعي. 10.8 ملايين وجبة إفطار ومن بين الاعمال التطوعية في هذا العام إعلان الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن تقديم أكثر من 10.8 ملايين وجبة إفطار للصائمين في المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ بداية شهر رمضان المبارك وحتى منتصفه، وذلك في إطار خططها لتنظيم وتوزيع وجبات الإفطار لضيوف الرحمن، وبلغ اجمالي ما تم تقديمه للصائمين في الحرمين الشريفين 10,822,999 وجبة، إضافة إلى توزيع 10,290,000 مغلف تمر في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتزامن مع الزيادة الملحوظة في أعداد الزوار والمعتمرين خلال هذا الموسم. وقد أشارت الهيئة إلى أن عمليات التوزيع تمت وفق معايير تنظيمية وصحية تهدف إلى ضمان سلامة الزوار ومرونة تقديم الخدمة في المواقع المخصصة للإفطار داخل الحرمين وساحاتهما وكانت الهيئة قد أطلقت قبيل شهر رمضان خدمة إلكترونية عبر موقعها الرسمي، تتيح للأفراد والجهات الخيرية والأوقاف التقدم بطلبات تنظيم سفر الإفطار داخل المسجد الحرام، بما يسهم في تعزيز جهود توفير وجبات الإفطار خلال الشهر الكريم، ومن الأمثلة أيضا على تلك الاعمال قيام جمعية إكرام بحفظ فائض وجبات الإفطار من ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، عبر مبادرة نوعية تضم فريق عمل مكون من نحو 500 شاب وفتاة من المتطوعين، حيث أوضح الرئيس التنفيذي للجمعية أحمد بن حربي المطرفي أن مبادرة «جد بها» التي تدخل سنتها الخامسة تسعى إلى تقليل الهدر الغذائي وتعزيز الاستفادة من الطعام بطرق مستدامة. ومن بين تلك الأمثلة انخراط عشرات من المتطوعين في العمل في الحرمين؛ بعد فتح رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي باب العمل التطوعي مؤخرًا، وإتاحة الفرص التطوعية في الحرمين الشريفين، واستقطاب المتطوعين، واستثمار المواهب والكفاءات الوطنية لخدمة ضيوف بيت الله الحرام وزائري المسجد النبوي؛ بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ والمركز الوطني للقطاع غير الربحي، وأوضح المشرف على الشؤون القانونية والحوكمة والعمل التطوعي بالرئاسة منصور المطرفي، أن مشروع العمل التطوعي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتنمية المسؤولية المجتمعية لدى الأفراد والفئات المختلفة من الجنسين، والإسهام في تحقيق تلك المستهدفات، بالوصول إلى أكثر من مليون متطوع. ومن الأمثلة الدالة على توسع المجتمع المحلي السعودي في تقديم شتى الخدمات اللوجستية للمعتمرين قيام جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية خلال النصف الأول من شهر رمضان بتقديم الخدمات، لأكثر من مليوني مستفيد في 43 نقطة اتصال بضيوف الرحمن ابتداءً من المنافذ الحدودية مثل (منفذ الوديعة، ومنفذ جديدة عرعر) وفي منطقة مكةالمكرمة ب(أروقة المسجد الحرام وساحاته، والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، ومداخل مكةالمكرمة، ومواقف سيارات المعتمرين والمصلين، ومعرض جبل الرحمة، ومحطة قطار الحرمين السريع، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وصالة الحجاج) وفي المدينةالمنورة ب(المسجد النبوي وساحاته، ومركز رعاية الأطفال التائهين تحت مقبرة البقيع، ومسجد قباء). وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور مجدي حريري، أن الجمعية خدمت 2,177,857 مليون مستفيد خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك، قدمت لهم حزمة من البرامج والمشاريع المتنوعة من وجبات الإفطار والإطعام للصائمين، وتوزيع عبوات سقيا ماء زمزم والمياه الصحية المبردة، وتقديم الضيافة والقهوة السعودية، وإثراء تجربتهم الإيمانية، وتنفيذ الوكالات والكفارات بالنيابة عن ضيوف الرحمن، وتقديم خدمة الراحة على كراسي المساج، ورعاية الأطفال التائهين بمركز الجمعية في المسجد النبوي، ويعمل فيه 573 مضيفًا ومضيفة، و1,600 متطوعٍ ومتطوعة ب 92,450 ساعة تطوعية يسعون إلى الرعاية والعناية بضيوف الرحمن؛ بهدف التسهيل عليهم أثناء أداء مناسك العمرة أو الصلاة بالبيت العتيق وزيارة مسجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. ومن الأمثلة في ذلك المنحى أيضا تنفيذ أمانة العاصمة المقدسة، مبادرة «عون الحرمين» التطوعية، بشراكة مجتمعية مع مراكز الأحياء؛ بهدف خدمة ضيوف الرحمن وتقديم الدعم اللازم لهم أثناء رحلتهم الإيمانية وتركّز المبادرة على توفير مختلف الخدمات لضيوف الرحمن، بما في ذلك الإرشاد والمساعدة، وتوزيع المياه والوجبات، إضافة إلى تعزيز التوعية والتثقيف لضمان تجربة سلسة ومريحة للحجاج والمعتمرين وشهدت المبادرة إقبالًا واسعًا من المتطوعين، الذين أعربوا عن فخرهم بالمشاركة في هذا العمل الإنساني، سعيًا لنيل الأجر والإسهام في تقديم تجربة إيمانية مميزة لضيوف الرحمن. خدمات صحية ومن الأمثلة أيضا مباشرة جمعية شفاء الصحية بمنطقة مكةالمكرمة برامجها خلال شهر رمضان المبارك من خلال تقديمها أربع مبادرات مجتمعية لخدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين وزوار بيت الله الحرام واعتمدت الجمعية تنفيذ برامجها في المنطقة المركزية، وشملت تقديم وجبات الإفطار للمعتمرين بإقامة 15 مائدة إفطار في ثلاثة مواقع في المنطقة المركزية قُدِمَت خلالها 1200 وجبة إفطار للمعتمرين؛ وبرنامج «غسيل الكلى» بإجراء 25 جلسة غسيل لعدد من المعتمرين، وبرنامج مبادرة «طوافكم شفاء» ل 112 معتمرًا، فيما استفاد 67 معتمرًا من برنامج العيادة المتنقلة بالحرم المكي. كما حقق الفتية والشباب المشاركين في معسكر خدمة المعتمرين الذي تقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن في الحرم المكي, بالتعاون والتكامل مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة 11800 ساعة عمل تطوعية خلال العشر الأولى من شهر رمضان وأسهم 295 كشافًا في الإرشاد والتوجيه للمعتمرين، ومساندة الجهات المختلفة منها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والتجمع الصحي بمكةالمكرمة، والأمن العام، وأوضح قائد المعسكر زياد قدير، أن المعسكر مستمر بتقديم الخدمة حتى نهاية شهر الفضيل، وفق برنامج زمني تشارك فيه مختلف قطاعات الجمعية، مؤكدًا أهمية تلك المعسكرات في تنمية العمل التطوعي والانتماء الوطني لدى الفتية والشباب والقادة المشاركين فيها، ودورهم الإيجابي الكبير في إظهار الصورة المشرفة والمشرقة لأبناء هذا الوطن المعطاء. تلك الأمثلة كانت جزءَ يسيراَ مما يقدمه المجتمع المحلي السعودي الذي يعيش سباقاَ تنافسياَ دائماً لدعم قطاع العمرة وخدمة المعتمرين، وتؤكد المشاعر الجياشه المعبرة عن الرضى التي يبثها المعتمرون بعد أداء نسكهم نجاح تلك الاعمال ودورها المتميز في التيسير على المعتمر وتسهيل عمرته. خدمات صحية في جميع مراحل رحلة المعتمر حضور خدمات منتسبي الكشافة في الحرمين الشريفين خدمة ضيوف الرحمن تبدأ من منافذ وصولهم موائد ضيوف الرحمن يسهم بها المجتمع السعودي