تسعى المملكة العربية السعودية باستمرار إلى تحسين تجربة المعتمرين من خلال استحداث خدمات جديدة وتطوير البنية التحتية، وفي كل عام نشهد تحسينات في النقل، والتقنيات الذكية، والإجراءات التنظيمية، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والأمنية، وهذا يعكس التزام المملكة برؤية 2030 التي تهدف إلى تسهيل رحلة المعتمرين وجعلها أكثر راحة وسلاسة. ومن أبرز التطورات هذا العام في خدمة المعتمرين، تأمين سيارات الغولف للطواف والسعي لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على أداء الطواف والسعي بسهولة داخل المسجد الحرام، وهذه الخدمة تسهم في تسهيل التنقل داخل الحرم وتقليل الجهد على المعتمرين الذين يحتاجون إلى مساعدة. كما تم افتتاح أجزاء من التوسعة الجديدة للحرم المكي من توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام، ما أتاح مزيدًا من المساحات لاستيعاب أعداد أكبر من المصلين والمعتمرين، وساهم في تخفيف الازدحام داخل صحن الطواف والمسعى. وهذه التحديثات تعكس حرص المملكة على تحسين تجربة المعتمرين بشكل مستمر، مما يجعل أداء المناسك أكثر راحة وسهولة، وفي عام 2025، قدمت المملكة العربية السعودية مجموعة من الخدمات والتسهيلات الجديدة للمعتمرين بهدف تحسين تجربتهم وتيسير أداء مناسك العمرة. من أبرز هذه الخدمات توسيع الموانئ وتحديث وسائل النقل، وعملت وزارة الحج والعمرة على إتاحة الموانئ الجوية والبرية وتوفير وسائل نقل حديثة ومكيفة لنقل المعتمرين بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ما يسهم في راحتهم وسهولة تنقلهم. «تبسيط الإجراءات» وساهمت التطبيقات مثل تطبيق نسك في تسهيل إجراءات تأشيرة العمرة وتبسيط خطوات إصدارها، حيث يمكن للراغبين في أداء المناسك الحصول على التأشيرة بسهولة أكبر، مع تحديد مدة التأشيرة بثلاثة أشهر تبدأ من تاريخ الدخول إلى المملكة، على أن تنتهي في 15 ذو القعدة. كما يتم توفير الخدمات الصحية والأمنية، وحرصت الجهات المختصة على تقديم خدمات صحية وأمنية متكاملة لجميع الوافدين، مع تدريب الكوادر العاملة على أعلى مستويات الخدمة لضمان سلامة وراحة المعتمرين، ويتميز تحديث تطبيق نسك بميزة مؤشر الازدحام الذكي التي أُضيفت إلى التطبيق مؤخرا وهي خاصية جديدة تساعد المعتمرين على معرفة مستويات الازدحام داخل المسجد الحرام من خلال نظام ألوان (أخضر، أصفر، أحمر)، ما يمكّنهم من اختيار الأوقات الأنسب لأداء المناسك وتجنب فترات الذروة. كما أن توفير جهات تعمل على تنظيم رحلات العمرة البرية والبحرية من خلال شركات السياحة أسهم بتطوير كافة الخدمات التي تخص العمرة والمعتمرين وفق الشروط والضوابط الفنية التي وضعتها وزارة الحج والعمرة لضمان سلامة وراحة المعتمرين خلال تنقلاتهم، هذه المبادرات والتحديثات تأتي في إطار سعي المملكة المستمر لتحسين تجربة المعتمرين وتوفير بيئة آمنة ومريحة لأداء مناسكهم. «دور التقنية» ولقد شهدت تجربة العمرة في السنوات الأخيرة تحولات كبيرة بفضل توظيف التقنيات الحديثة، حيث سعت المملكة العربية السعودية إلى تسهيل إجراءات العمرة وتقديم خدمات رقمية مبتكرة تضمن راحة وأمان المعتمرين، وقد أسهمت هذه التقنيات في تقليل الازدحام، وتوفير المعلومات بسهولة، وتحسين الخدمات الصحية واللوجستية، من خلال: أولًا: التحول الرقمي في خدمات العمرة، بتطبيق نسك الذي يُعدّ منصة رقمية متكاملة تتيح للمعتمرين حجز تصاريح العمرة، وإصدار التأشيرات، وتنظيم رحلاتهم بسهولة من أي مكان في العالم. كما يوفّر التطبيق خدمات إضافية مثل دليل إرشادي ومؤشر الازدحام الذكي، وكذلك التأشيرة الإلكترونية حيث أصبح بإمكان الراغبين في أداء العمرة إصدار تأشيراتهم إلكترونيًا في وقت قصير دون الحاجة إلى إجراءات معقدة، مما زاد من سرعة وسهولة السفر إلى المملكة. وتعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات وتُستخدم هذه التقنيات في التنبؤ بمستويات الازدحام داخل الحرم المكي والمسعى، مما يساعد الجهات المختصة على توجيه الحشود وتنظيم حركة المعتمرين بكفاءة. ثانيًا: تحسين تجربة المعتمرين عبر التقنية من خلال الخرائط التفاعلية والواقع المعزز، وتوفر خرائط إلكترونية تساعد المعتمرين على التنقل داخل الحرم وأماكن الخدمات بسهولة، مما يقلل من حالات الضياع والارتباك، كما أن تطبيقات التوجيه الصوتي توفر بعض التطبيقات إرشادات صوتية متعددة اللغات لمساعدة المعتمرين في فهم خطوات أداء المناسك دون الحاجة إلى مرشد بشري، وتساهم سيارات الغولف الذكية التي تم إدخالها مؤخرا في مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على أداء الطواف والسعي بسهولة، مما يوفر تجربة أكثر راحة لهم. والأساور الذكية التي وفرتها وزارة الحج والعمرة تحتوي على بيانات المعتمر، وتساعد في تحديد المواقع، وتقديم خدمات الطوارئ بسرعة عند الحاجة. «الخدمات الصحية» ثالثًا: دور التقنية في تحسين الخدمات الصحية والأمنية، وتسهم العيادات الافتراضية والخدمات الصحية الذكية في توفير خدمات طبية متقدمة مثل: العيادات الذكية، والتي تمكن المعتمرين من تلقي الاستشارات الطبية عن بُعد. وتسهم الكاميرات الذكية وتقنيات المراقبة في رصد تحركات الحشود وإدارة الأزمات المحتملة داخل الحرم، مما يعزز مستوى الأمن والسلامة، كما تعمل أنظمة الدفع الإلكتروني في تطوير طرق دفع إلكترونية سهلة لحجز الخدمات مثل التنقل والإقامة، مما يقلل من الاعتماد على النقد ويزيد من راحة المعتمرين. وقد ساهمت التقنية بشكل كبير في تحسين تجربة العمرة، مما جعلها أكثر سهولة وأمانًا وتنظيمًا، ومن المتوقع أن تستمر المملكة في تطوير حلول تقنية جديدة ضمن رؤية 2030، لجعل رحلة العمرة تجربة روحانية سلسة تعتمد على أحدث الابتكارات الرقمية. رابعًا: استخدام الروبوتات في خدمة المعتمرين فالروبوتات الذكية للإرشاد والتوجيه وتم نشر روبوتات داخل الحرم المكي والمدينة المنورة لتقديم الإرشادات والمعلومات للمعتمرين بلغات متعددة، مما يسهل عليهم أداء المناسك دون الحاجة إلى مرشد بشري، كما يتم تفعيل الروبوتات لتعقيم الحرم وتُستخدم الروبوتات في عمليات التعقيم المستمر داخل الحرم، ما يساعد في الحفاظ على بيئة نظيفة وصحية، خاصة بعد جائحة كورونا، كما يتم توفير الروبوتات لتوزيع مياه زمزم وهي روبوتات متنقلة تقوم بتوزيع عبوات مياه زمزم على المعتمرين بطريقة آلية، ما يضمن استمرار توفير المياه بسهولة دون الحاجة إلى تكدس حول نقاط التوزيع. خامسًا: أنظمة النقل الذكية والمواصلات الحديثة، ومنها قطار الحرمين السريع الذي يوفر وسيلة نقل سريعة ومريحة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مما يقلل من وقت السفر ويخفف الازدحام على الطرق البرية، وتعمل تطبيقات النقل التشاركي التي تعتمدها المملكة وهي تطبيقات حديثة للنقل مثل أوبر وكريم، إضافة إلى خدمات حافلات النقل الذكية، ما يسهل تنقل المعتمرين داخل مكة والمدينة. كما يتم تطوير المواقف الذكية التي تعتمة على أنظمة مواقف إلكترونية تساعد المعتمرين على إيجاد أماكن لسياراتهم بسرعة، مما يقلل الازدحام حول المسجد الحرام. «تحسين التجارب» سادسًا: تحسين تجربة العمرة عبر الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل البيانات الضخمة لإدارة الحشود: يتم جمع وتحليل بيانات المعتمرين من خلال الكاميرات الذكية وأجهزة الاستشعار، ما يسمح بإدارة تدفق الحشود بكفاءة وتقليل الازدحام في الأماكن المقدسة، وتطوير خطط الحج والعمرة الافتراضية حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم مسارات تنقل ذكية تضمن سهولة الحركة داخل الحرم وتوجيه المعتمرين إلى المسارات الأقل ازدحامًا، كما أن المساعدات الافتراضية (Chatbots): التي تقدمها وزارة الحج والعمرة تعد مساعدات افتراضية عبر تطبيقات الدردشة الذكية، التي تتيح للمعتمرين طرح أسئلتهم والحصول على إجابات فورية بلغات متعددة. سابعًا: الاستدامة والتقنيات الصديقة للبيئة وهي تقنيات الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها في بعض مرافق الحرم المكي بالطاقة الشمسية لتقليل استهلاك الطاقة التقليدية والحفاظ على البيئة، وأنظمة التكييف الذكية التي تستخدمها المملكة عبر تكنولوجيا حديثة في أنظمة التبريد داخل الحرم، ما يوفر بيئة مريحة للمعتمرين مع تقليل استهلاك الطاقة، كما يتم التخلص الذكي من النفايات حيث تعتمد الحرم على أنظمة ذكية للتخلص من النفايات، بما في ذلك الحاويات الذكية التي ترصد امتلاءها وترسل إشعارات لجمعها فورًا، مما يساعد في الحفاظ على نظافة الحرم. إن التطور التقني المستمر في إدارة خدمات العمرة يعكس التزام المملكة بتحسين تجربة الزوار، ويؤكد حرصها على تسهيل أداء المناسك وجعلها أكثر راحة وأمانًا. ومع استمرار التقدم التكنولوجي، يمكن توقع مزيد من التحسينات التي ستجعل العمرة تجربة سلسة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي والرقمنة، بما يتماشى مع رؤية 2030، وبهذه الإضافات، يصبح التقرير أكثر شمولًا ويغطي مختلف الجوانب التقنية في تحسين تجربة العمرة. نجاح إدارة الحشود خدمات متطورة للمعتمرين