في عام 2012، كانت لي فرصة رائعة لزيارة كندا، حيث حضرت مؤتمراً علمياً في عام المعادن والتعدين. كانت هذه الرحلة ليست فقط فرصة للاطلاع على أحدث الأبحاث في مجالي، بل كانت أيضاً فرصة لاكتشاف واحدة من عجائب الطبيعة: شلالات نياغرا. وتعد شلالات نياغرا من أشهر المناطق والسياحية في العالم، وأكثرها جمالاً وروعة. تقع هذه الشلالات المهيبة بين الولاياتالمتحدة الأميركية ومدينة نياغرا الكندية، حيث يتدفق نهر نياغرا بقوة، مكوناً مشهداً ساحراً يسر الناظرين. يبلغ ارتفاع الشلالات في الجانب الأميركي حوالي 56 متراً، بينما يرتفع الجانب الكندي بمقدار 54 متراً. عند وصولي إلى شلالات نياغرا، استقبلني صوت المياه المتدفقة بقوة، والذي كان يملأ الأجواء بوقعه المهيب. هذه الشلالات تتكون من شلال «هورس شو» الذي يميز الجانب الكندي، بالإضافة إلى الشلالات الأميركية. ومن المدهش أن حوالي ستة ملايين قدم مكعب من المياه تتدفق عبر هذه الشلالات كل دقيقة، مما يجعلها واحدة من أقوى الشلالات في أميركا الشمالية. لم تكن زيارتي مجرد مشاهدة من بعيد، بل كانت تجربة غامرة. فقد كان هناك نفق خاص يسمح للزوار بالاقتراب من الشلالات، حيث يمكنني أن أمد يدي وألمس المياه المتدفقة. كان هذا شعوراً لا يوصف، حيث كنت أشعر ببرودة المياه ورذاذها على وجهي، وكأنني أكون جزءاً من هذا الانسياب القوي للطبيعة. بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، تلعب شلالات نياغرا دوراً مهماً في توليد الكهرباء. فهي تعتبر مصدراً حيوياً للطاقة، حيث يتم استغلال قوة اندفاع المياه لتوليد الطاقة الكهرومائية. وتجذب شلالات نياغرا حوالي 10 ملايين سائح سنوياً، مما يجعلها واحدة من أهم وجهات السياحة في أميركا الشمالية. أثناء تجولي، لمست شغف الزوار من جميع أنحاء العالم، وكل منهم كان يحمل كاميرته لالتقاط لحظات لا تُنسى. لقد كانت زيارتي لشلالات نياغرا تجربة فريدة من نوعها. فقد عشت لحظات من المتعة والفائدة، واستمتعت بجمال الطبيعة وهي تجسد قوة الحياة. لا شك أن هذه الرحلة ستبقى عالقة في ذاكرتي كواحدة من أجمل التجارب التي مررت بها، وذكرى دائمة لجمال العالم من حولنا.