( قُلْ هُوَ 0لَّذِىأَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ 0لسَّمْعَ وَ0لْأَبْصَرَ وَ0لْأَفْئدَةَ ۖ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ) [الملك: 23] ذكرت حاسة السمع في القرآن 185 مرة، وذلك لأهمية دورها ووظيفتها، وفي كثير من الآيات تتقدم حاسة السمع عن حاسة البصر، فيقول تعالى: ( إِنَّا خَلَقْنَا 0لْإِنسَن مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاج نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) [الإنسان: 2]، وفي قوله تعالى: ( قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ 0للَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَرَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ 0للَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ 0نظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ 0لْايَتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) [الأنعام: 46] وتأتي بعض أسباب تقدمه السمع على البصر، أولا في كونها حاسة خلقت قبل أن يخلق البصر للجنين أن الله خلقها، حيث يبدأ الجنين بالسمع وهو في بطن أمه من الشهر الخامس، كما ولأن الأنسان يستطيع السمع على حدود ست جهات من أمامنا، وخلفنا، ومن يميننا، عن شمالنا، من فوقنا، وتحتنا، بخلاف النظر فهو بمحيط واحد، وكذلك لتأثير فقدان السمع، لأن من يفقد هذه الحاسة سيفقد معها القدرة على الحديث أيضًا. وتعد عملية السمع عملية معقدة جدًا أكثر مما نتخيل، حيث لها أكثر من ديناميكية فتبدأ حين يأتي الصوت من خلال ذبذبات بطاقة حركية، ويدخل إلى الأذن، وبعدها يكبر الصوت من خلال الصيوان الخارجي، ثم يصل إلى الطبلة، فيكبر الصوت من 3 -5 مرات، وهناك عظمات صغيرة جدًا دورها هو أنها تكبر الصوت تقريبًا 37 مرة، وبالتالي ينتقل الصوت للقوقعة التي بها شعرات عصبية تتأثر وتؤدي إلى سيال عصبي ينتقل إلى العصب السمعي للدماغ، وبعدها ترجمته، وهذي العملية الدقيقة تكتمل في أقل من ثانية واحدة فقط. وتتكون أجزاء الإذن من ثلاثة عظام صغيرة جدًا، ومن صغير حجمها يمكننا وضعها في عملة معدنية واحدة، حيث إنها تعد أصغر عظام الجسم كاملًا، وقد تنكسر بسبب أعواد الأذان. ومن حكمته تعالى، أنه جعل لنا أذنين ليكون لدينا توازن في السمع، ولكي نستطيع تحديد موقع الصوت، ولنحمي أنفسنا من المخاطر فورا ونستجيب للتحذيرات السمعية. كما أن الأذن لها دورها الكبير في حمايتنا، حيث إن ليس كل الترددات أو الأصوات تسمعها الأذن؛ لأن بها جهاز عزل فأي صوت ممكن أن يضر الأذن تصفيه، ولا تسمعه فهذه إحدى نعم اللطيف علينا، أما عن الأصوات العالية جداً التي نسمعها تبدأ الأذن بإصدار أصوات «طنين» للحفاظ على الأذن. أما عن السمع وقت النوم، فالحواس كلها تنام ما عدا السمع، فذُكر عن نوم أهل الكهف الطويل بقوله تعالى: ( فضَرَبْنَا عَلَى ءَاذَانِهِمْ فِى 0لْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدا ) [الكهف: 11]، فسبحان الله المبدع في كل شيء.