منذ شهرين تقريبًا غاب الصربي متروفيتش عن المشاركة مع الهلال بسبب إصابته في العضلة الخلفية، وحينها كان يتربع على صدارة هدافي الدوري، وخلال هذين الشهرين استطاع بديله البرازيلي ماركوس ليوناردو أن ينافس على صدارة الهدافين ب16 هدفًا، وبفارق هدف واحد عن رونالدو الذي سجل 17 هدفًا حتى الآن جاء 6 منها من نقطة الجزاء، كما ساهم ليوناردو مع رفاقه في تسجيل 68 هدفًا من 23 جولة كأقوى خط هجوم حتى الآن بفارق 13 هدفًا عن متصدر الدوري الاتحاد؛ لكنَّ كل هذا لم يشفع للهلال الذي يكاد يكون اليوم أبعد عن لقب الدوري من أي وقتٍ مضى، والسبب في ذلك هو كوارث دفاعه المتقدم الذي بات معه الفريق متخلفًا عن المتصدر بفارق 8 نقاط قابلة للزيادة!. كوارث الهلال الدفاعية أضاعت عليه كل المكتسبات التي تحققت له الموسم الماضي، ويبدو أن لقب كأس الملك لن يكون اللقب الوحيد الذي يخسره الفريق بسبب دفاعاته المهترئة وحارسه الذي لا يشبه بونو الموسم الماضي في شيء، وربما لن تكون خسارة الدوري آخر خسائر الفريق ولا أشدها مرارة إذا ما استمر الفريق بقيادة خيسوس عاجزًا عن إيجاد حلول حقيقية وسريعة للدفاع الذي بات ممرًا سهلًا وسريعًا لكافة الخصوم على اختلاف قدراتهم ومستوياتهم ومراكزهم!. صحيح أنَّ قلبي دفاع الفريق البليهي وكوليبالي يعيشان أسوأ حالاتهما الفنية؛ لكن ما يزيد الأمر سوءًا هو إصرار خيسوس على طريقته التي تكشف هذا الدفاع بشكلٍ أسرع وأسهل للخصوم، وعجزه عن تعديل تكتيك الفريق وأسلوب لعبه لتتلائم مع الحالة الفنية والبدنية الكسيفة التي يعيشها هذا الثنائي في ظل عجز بقية لاعبي الفريق عن تطبيق أسلوب الهجوم الضاغط بسبب الحالة البدنية التي تعتري جميع عناصره المنهكين والمستنزفين، وكان على خيسوس الذي عاش هذه المعاناة مع كل الفرق التي دربها بسبب اعتماده على مجموعة محدودة وعدم قدرته أو رغبته في التدوير وتوزيع الجهد سواء على مستوى الموسم بأكمله أو حتى على مستوى كل مباراة أن يجد أسلوبًا يتماشى مع الواقع البدني الحالي لمجموعته؛ لكن خيسوس بكل بلاده يصر على أن يرمي كتيبته باليمِّ مَكتوفين صائحًا بهم: إياكم أن تبتلوا بالماء!. ما يحدث في الهلال ليس حالة drop فنية طبيعية قد تحدث في كل أندية العالم، بل هي حالة انهيار بدني أدت لهذه الفوضى الفنية المخزية التي ظهرت في خطوطه الخلفية وجعلت الجميع يتجرأ على شباكه ويبحث عن أخذ نصيبه منها، وصار هجومه مطالبًا في كل مباراة أن يسجل ويسجل ويسجل حتى يأمن بوائق دفاعاته الهشة ويظفر بنتيجة المباراة، ولم يعد تسجيل هدف أو هدفين في مباريات الدربي أو الكلاسيكو كافيًا للنجاة من الخسارة!. لا أظنُّ أنَّ على الهلاليين انتظار الحل ممن تأكد لهم أنَّه هو المشكلة، وأعتقد أنَّ على إدارة الهلال أن تكون أكثر جرأة وشجاعة وسرعة في إيجاد الحل العملي لمشاكل الهلال، ووقف هذا الانهيار الفني الذي يعيشه الفريق بقيادة خيسوس، إذا ما أرادت هذه الإدارة الحفاظ على حظوظ الهلال في بطولة النخبة الآسيوية، وتحقيق مشاركة مشرفة في كأس العالم للأندية التي لا تحتمل المشاركة بفريق باتت كل الطرق ومع كل الفرق تؤدي إلى مرماه!.