في عمق تاريخ الأمم، تبرز لحظات فارقة تترك بصمة لا تُمحى في وجدان الشعوب، وتؤسس لآفاق مستقبل مشرق. يُعتبر يوم التأسيس لحظة استثنائية في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث تتجلى فيه انطلاقة وطنية غنية بالتراث والعطاء. تحت راية الإمام محمد بن سعود، وُلِدت الدولة السعودية الأولى في قلب الدرعية، التي أصبحت رمزاً وعاصمة لها، تجسد الوحدة والتلاحم بين القبائل وإرادة القيادة في بناء دولة قوية ومزدهرة. تأسست هذه الدولة عام 1727، بقيادة الإمام محمد بن سعود، لتكون منارة للتوحيد تحت راية واحدة، وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. شكلت هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة للمملكة، حيث انطلقت نحو تحقيق إنجازات نوعية، راسمةً ملامح مستقبل مشرق للأجيال القادمة. أُقيمت الفعاليات والاحتفالات في مواقع رئيسية، مثل الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والحدائق العامة والمراكز التجارية، تضمن هذا الاحتفاء مجموعة من العروض الوطنية والأنشطة المميزة، بالإضافة إلى المعارض الفنية والفعاليات الثقافية التي تؤكد ترسيخ المبادئ والقيم والجوانب الجمالية والاجتماعية والتراث الثقافي، ممّا يُبرز الفخر والانتماء للوطن. كما تم تنظيم ورش عمل علمية وعملية تستهدف كافة الفئات العمرية، لتعريفهم بتاريخهم وهويتهم الثقافية. وتمتاز احتفالات يوم التأسيس أيضاً بتفاعلها مع وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تُشارك اللحظات الاحتفالية عبر المنصات المختلفة، مما يُسهم في نشر الوعي بالهوية الوطنية بين الأجيال الجديدة. يُعتبر يوم التأسيس فرصة سانحة لتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية في المملكة، حيث يجذب الزوار من داخل البلاد وخارجها للمشاركة في الفعاليات والتعرف على التراث السعودي الغني بالرموز الوطنية والمعاني السامية. تتوافق احتفالات يوم التأسيس مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة. يُعد هذا اليوم منصة لتعليم الأجيال الجديدة عن تاريخ الوطن، ويسهم في بناء جيل واعٍ لتراثه. وفي هذا اليوم، يلتف الشعب حول هويته الوطنية، مستذكراً إنجازات الأجداد، ومؤكداً عزيمته في مواصلة المسيرة نحو مستقبل مشرق. يكتسب الاحتفال بيوم التأسيس أهمية كبيرة، حيث يعكس مجموعة من القيم والمفاهيم الأساسية، ويُعزز الشعور بالفخر والانتماء الوطني. كما يُساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، إذ يجتمع المواطنون من مختلف الخلفيات للاحتفاء بتراثهم المشترك. يُعزز الاحتفال الروابط المجتمعية ويشجع على التعاون والمشاركة، مما يجعل يوم التأسيس مناسبة لتعميق الانتماء للوطن. ويتجدد الأمل في قلوبنا، حيث يجتمع أبناء الوطن حول حبهم لقيادتهم وبلادهم. ختاماً، نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار، ونتوجه بالشكر والدعاء لقيادتنا الحكيمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، اللذين يسعيان دائماً لرفعة هذا الوطن في كافة المجالات. فلنحتفل بفخر واعتزاز وسكينة، ولنُعزز روح التعاون والمحبة، ولنبنِ معاً مستقبلاً زاهراً، فمعاً نحن قادرون على تحقيق المعجزات.