قبل عدة سنوات اكتشفت مدونة وساردة بديعة من الأرجنتين اسمها أوفيليا تكتب بالإنجليزية في مدونتها؛ قصصاً قصيرة، يوميات، ومراجعات لأحداث بسيطة. لكن الأسلوب بديع جذاب لا يمكن وصفه؛ خلطة من السرد القصصي بواقعية سحرية ووجودية تظن لوهلة أنك تقرأ لماركيز أو إيزابيل الليندي. ظللت بين فترة وفترة أتصفح مدونتها وأقرأ ما تكتبه، وجدت أنها متأثرة كثيراً بالقاص روبرت فالزر وسيلفيا بلاث وكناوسغارد. قبل مدة لا أدري كيف مرت في بالي أوفيليا، وجدتني أبحث في يوتيوب عن اسمها، ووجدت لقاء أيامَ جائحة كورونا لمدة ساعتين تتحدث عن التدوين والكتابة وحياتها، عائلتها ووظيفة والدها الذي كان يعمل في منصات النفط في البحر في البرازيل وتحكي عن أصل عائلتها العربي قبل هجرة أجدادها إلى الأرجنتين. أعجبني اللقاء جداً، وشعرت بأني وقعت على كنز ثمين، بسبب ما ذكرته أيضاً من أساليب مختلفة للكتابة، وعن سيلفيا بلاث عندما سئلت هل تُفضل القصة أم السرد؟ لذلك أوقفت اللقاء قبل أن ينتهي ب 50 دقيقة. ورتبت أن يكون إجازة هذا الأسبوع تحليلاً للقاء وتسجيلاً لما قيل، فهو كنز لا يفّوت. بدا لي الحوار لقاءً بين صديقين، حديثاً ودياً.. لا لقاء رسمياً مملاً بين مذيع وكاتبة، لم تكن الأسئلة رتيبة كان حواراً ماتعاً. يقول الشاعر سيد العديسي أتدرونَ كيفَ هو حظّي؟ مثل رجلٍ تنفر منه كل النساء ألقى -بكل غيظه- حجراً في البحرْ فقتل -دون قصد- الحورية التي كانت تراقبه! بحثت عن المحاور (عُمر) في أحد برامج التواصل. أرسلت له رسالة. عُمر شاب مكسيكي يعيش في مكسيكو سيتي مهتم بالأدب والكتابة مثل ما كتب في صفحته. بعد عدة أيام، وصلني الرد. أستغرب -أولاً- أني شاهدت اللقاء؟ لم يعلم أنه مبثوث على قناته في اليوتيوب، شكرني وذكر أنه لم يتوقع أن أحداً شاهده. ثم قال لي إنه سيحذف المقطع لأنه اتفق مع أوفيليا، وهو رجل يفي بوعده. هذا ما قاله. لم أدخل البرنامج إلا بعد عدة أيام. أرسلت له أني أبحث عن بعض نقاط ذكرتها أوفيليا عن الكتابة والسرد وسيلفيا بلاث إلخ... لا رد منه حتى هذه اللحظة. مازلت بين حين وآخر.. أدخل مدونتها. هي لا تكتب كما في السابق، لكنها إذا فعلت، تبدو مدهشة.. في سردها.. وفي حديثها أيضاً.