اختتمت وزارة الثقافة مشاركتها في كأس السعودية 2025م لسباقات الخيل في نسختها السادسة، الذي أقيم على ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بالجنادرية، بتقديم الهوية الثقافية السعودية عبر محتوىً ثريٍّ يبرز ما تزخر به الثقافة السعودية من غنىً ثقافيٍّ وتراثي، ويُجسّد حضارةً ضاربةً في جذور التاريخ. وحرصت الوزارة خلال مشاركتها على أن يكون توجُّهُها الإبداعي مستلهمًا من الخيل العربي الأصيل، لمكانتها المرموقة في الثقافة السعودية بوصفه أحد أعرق وأقدم سلالات الخيول في العالم، واستمدّ التصميم إلهامه من سرعة الخيل العربي الأصيل، وتُرجمت حركته وسرعته إلى عناصر تجريدية مثل: الخطوط الانسيابية، والتصاميم التكرارية، في صورةٍ تُظهر حيويته وتفوُّقَه في المضمار، في الوقت الذي تُبرز التصاميم الطابع الثقافي عبر إضافة نقوش تقليدية تعكس الثقافة السعودية، لتُعطي لمسةً فاخرة وثرية. وعلى مستوى المشاركة الثقافية، قدّمت هيئة الموسيقى هويةً موسيقية خاصة لكأس السعودية بُثتّ بجميع مناطق الفعاليات الثقافية، لتربط الزائر بالحدث، وتميّز «ممشى المشاهير» بتصميمٍ راقٍ يُظهر الطابع الثقافي والفني للحدث، مُحاطًا بمرايا تُضفي بُعدًا بصريًا أعمق، في تصميمٍ يجمع بين الحداثة والأصالة، مع لمساتٍ معمارية تراثية مدعومةٍ بإضاءاتٍ تجميلية تُبرز التفاصيل الفنيّة وتُضفي بُعدًا حسيًا على التجربة. أما معرض «طيّات التاريخ» الذي يحتفي بتاريخ ملوك المملكة وارتباط الثقافة السعودية بالخيول والفروسية، فقد عرضَ صورًا تاريخية تجسد هذا الارتباط الوثيق، مُستخدِمةً في تصميم المعرض الحجر الأبيض والمرآة. وفي الوقت ذاته جاء معرض «100 براند سعودي» -إحدى مبادرات هيئة الأزياء- ليُبرز إبداع 100 علامة تجارية سعودية في مجالات الأزياء، والإكسسوارات، بما يشمل أزياء الزفاف، والملابس، والمجوهرات، والحقائب، والأحذية. ويأتي «الجناح الثقافي» الذي يُشكّل ملتقىً فاخرًا في جناحٍ يعكس الهوية الثقافية بأسلوبٍ معاصر، امتزجت فيه الضيافة السعودية الأصيلة مع مساحاتِ راحةٍ وجلساتٍ خارجية تعبق برائحة القهوة السعودية بأنواعها، مع تقديم أجود أنواع التمور مثل السكري الملكي، وتمر الخلاص، إضافة إلى مجموعةٍ منتقاة من الأصناف الحلوة والمالحة، لضمان ضيافةٍ مميزة تجمع بين الأصالة والفخامة. وشارك في الجناح الثقافي عدة هيئاتٍ وكياناتٍ ثقافية قدّمت مختلف عناصر الثقافة والتراث السعودي، ومن بينها مشاركة هيئة التراث بقطعٍ فنيّةٍ مستوحاةٍ من الموروث الثقافي والتي تجسد أصالة الفنون التقليدية السعودية. في حين استعرضت هيئة المكتبات في الجناح مخطوطاتٍ عن الخيل. وأُقيمت على منصة العازفين عروضٌ موسيقيّة حيّة، بالإضافة إلى عروض الفنون الأدائية التقليدية التي تجوّلت في أكثرِ من منطقةٍ، لتوفر أجواءً ثقافية تفاعلية ممتعة. وشاركت مبادرة «عام الحِرف اليدوية 2025» بتفعيلِ مساراتٍ تُجسد الهوية الثقافية للمملكة، دُمجت فيها الحِرف اليدوية بتصميمٍ مستوحىً من الجرّةِ الحساوية، إلى جانب عرضٍ حيٍّ يشرح الفنون الحِرفية التقليدية، لتعزيز حضورها على المستوى العالمي، وتمكين الحِرفيين السعوديين من إبراز مهاراتهم وإبداعاتهم في محفلٍ دولي، مما يُسهم في حفظها وتطويرها بوصفها صناعةً ثقافية مستدامة. وقدّم الصندوق الثقافي في هذا الجناح تجربةَ ضيافةٍ فريدة عبر «مقهى هجين»، وهو مساحةٌ نابضة بالحياة أتاحت للزوار الاستمتاع بالأجواء الثقافية المميزة التي تعكس كرم الضيافة السعودية، مع تقديم القهوة السعودية الفاخرة وأجود أنواع التمور. من جانبه قدّم المعهد الملكي للفنون التقليدية «وِرث» خلال مشاركته في كأس السعودية 2025 منصة التتويج، وقلادة الفائز بأيادٍ سعودية التي استوحاها من الهوية الثقافية للمملكة، إلى جانب جناحٍ معرفي نفّذ أنشطةً وفعالياتٍ تفاعليةً متنوعة تعكس الفنون التقليدية المرتبطة بالفروسية، وذلك من خلال ورش العمل، ومعرض القطع الملكية، وقصص الحِرفيين. وجاءت مشاركة المنظومة الثقافية في كأس السعودية 2025 امتدادًا للتعاون المستمر بين وزارة الثقافة ونادي سباقات الخيل للمرة الخامسة على التوالي، وذلك بهدف إبراز الهوية الثقافية السعودية لتعزيز تأثيرها محليًا ودوليًا، ونشر الإرث الثقافي السعودي، فضلًا عن تمكين الموهوبين لإبراز ثقافتهم عبر المشاركة في هذا الحدث العالمي. كما تُجسّد حرص وزارة الثقافة على تنمية المساهمة السعودية في الثقافة والفنون كأحد الأهداف الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030.