أعلنت إسرائيل تنفيذ قصف على الحدود اللبنانية السورية، قالت إن هدفه منع "حزب الله" من تهريب أسلحة، وذلك عشية جنازة للأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله. واغتالت إسرائيل نصر الله قبل نحو خمسة أشهر في غارة ضخمة على ضاحية بيروتالجنوبية، في بداية حرب شاملة انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر، وقال الجيش الإسرائيلي السبت إنه "نفذ ضربة على معابر على الحدود السورية اللبنانية حاولت منظمة حزب الله الإرهابية من خلالها تهريب أسلحة إلى لبنان"، وأضاف أن "محاولات التهريب هذه تشكل انتهاكا صارخا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، في إشارة إلى اتفاق نوفمبر الذي أنهى أكثر من عام من الأعمال العدائية من بينها شهران من الحرب الشاملة. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات إسرائيلية شنت غارات على "المعابر وطرق التهريب غير الشرعية على الحدود اللبنانية السورية"، ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا، ونفّذت إسرائيل عدة غارات على لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن قواته "ستعمل على منع أي محاولة من جانب منظمة حزب الله الإرهابية لإعادة بناء قواتها"، وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال مهلة 60 يوما، تم تمديدها لاحقا إلى 18 فبراير. وقد سحبت إسرائيل قواتها منذ ذلك الحين من المناطق الحدودية باستثناء خمسة مواقع، كما ينص على أن ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك بنيته التحتية العسكرية المتبقية في الجنوب. واتهم كل جانب الآخر بانتهاك الاتفاق، وتتقاسم سورية حدودا بطول 330 كيلومترا مع لبنان من دون تحديدها رسميا. كما أعلن الجيش الإسرائيلي إنه استهدف الأحد قاذفات صواريخ في جنوبلبنان كانت تشكل "تهديدًا آنيًا للمدنيين الإسرائيليين"، بالإضافة إلى موقع عسكري "تم رصد نشاط لحزب الله فيه". وجاء في بيان عسكري "قبل وقت قصير، نفذت قوات الدفاع الإسرائيلي ضربة دقيقة استنادًا إلى معلومات استخباراتية على موقع عسكري يحتوي على منصات صواريخ وأسلحة في الأراضي اللبنانية، تم رصد نشاط لحزب الله فيه"، مشيرا إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف عدة منصات صواريخ في جنوبلبنان كانت تشكل تهديدًا آنيا للمدنيين الإسرائيليين". وشنت إسرائيل غارتين جويتين على جنوبلبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منصات صواريخ تشكل "تهديدا وشيكا"، وجاءت الغارتان قبل بدء مراسم حاشدة لتشييع الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله الذي قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبيةلبيروت في سبتمبر. وذكرت الوكالة الرسمية أن ضربات استهدفت منطقتي صور والنبطية البعيدتين نسبيا من الحدود بين إسرائيل ولبنان. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه شن "ضربة على منصات إطلاق صواريخ تشكل تهديدا وشيكا للمدنيين الإسرائيليين في جنوبلبنان". وأضاف أنه شن أيضا "ضربة دقيقة (...) على موقع عسكري (...) حيث تم رصد نشاط لحزب الله". وفي جنوببيروت، تدفّق عشرات الآلاف من مناصري "حزب الله" منذ صباح الأحد، للمشاركة في مراسم تشييع حاشدة لحسن نصر الله، وذلك بعد خمسة أشهر من مقتله بغارات إسرائيلية مدمّرة على ضاحية بيروتالجنوبية. وغاب رئيسا الجمهورية جوزيف عون والحكومة نواف سلام عن حضور مراسم التشييع شخصيا. وكلف عون رئيس البرلمان نبيه بري، حليف "حزب الله"، تمثيله، بينما أوفد سلام وزير العمل محمّد حيدر.