يُعد يوم التأسيس السعودي محطة مضيئة في تاريخ المملكة، حيث يجسد الفخر والاعتزاز والأصالة، ويربط الماضي العريق بالحاضر المزدهر لمستقبل طموح. إنه يومٌ يلهم مهندسي ومهندسات المستقبل ليكونوا شركاء في مسيرة النهضة، مسلحين بالعلم والإبداع والابتكار، استمرارًا لما بدأه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وواصله أبناؤه من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث شهدت المملكة في هذا العهد إطلاق رؤية 2030، التي تمثل نقلة نوعية في جميع المجالات ومنها تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني. لطالما شكلت العمارة السعودية انعكاسًا لهوية الوطن وتاريخه العريق، حيث تميزت المنازل السعودية مثل النجدية والحجازية وغيرها من الطرز المعمارية المحلية وما نشاهده الآن في الدرعية إلا مثال ملهم للاحترافية في إبراز الطابع السعودي وتراثه بأنواعه ومطابقه معايير المباني الخضراء ومنها التهوية والإضاءة الطبيعية، والمواد المحلية، مما جعلها نموذجًا للاستدامة البيئية قبل أن يصبح هذا المفهوم توجّهًا عالميًا. اليوم، تستلهم التصاميم المعماريه الحديثة هذه المعايير للحفاظ على التوازن بين الأصالة والحداثة، حيث تشكل المفاهيم التقليدية مصدر إلهامٍ للمصممين السعوديين في تطوير تصاميم مستدامة وعملية تعكس هوية المملكة وتواكب التطورات الحديثة في مجال العمارة والتخطيط والتصميم العمراني. التصميم الداخلي كمرآة للحضارة السعودية لم يقتصر ارتباط العمارة بالهوية السعودية على البناء الخارجي فحسب، بل امتد إلى التصميم الداخلي، الذي يعكس بدوره القيم الثقافية والتراثية للمملكة. وقد شهدت التصاميم الداخلية تطورًا ملحوظًا، حيث تحولت من المجالس التقليدية ذات الزخارف الجصية والمشربيات الخشبية إلى مساحات حديثة تحافظ على العناصر التراثية مع دمج التقنيات الذكية لتعزيز الراحة والرفاهية، مما يعكس الانسجام بين الحداثة والأصالة. يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى وطنية، بل هو إلهامٌ لكل أبناء وبنات المملكة لمواصلة بناء مستقبل يعكس قوة الدولة السعودية وعراقتها، ولحظة للاعتزاز بالتاريخ الوطني وتعزيز الهوية في مختلف جوانب الحياة، بدءًا من التعليم والعمل، وصولًا إلى الابتكار وريادة الأعمال. في يوم التأسيس، نحتفي بتراثنا السعودي في كل تفاصيل الحياة، بارتداء الأزياء التقليدية، والاستمتاع بالمأكولات الشعبية، وإبراز هويتنا بطرق تعكس أصالة الماضي وتطلعات المستقبل. بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تمضي المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية عالمية، مستلهمةً إرثها العريق في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. * عضو الهيئة السعودية للمهندسين مشاعل العيدان*