مشروعات طموحة تجعل المملكة نموذجًا عالميًا في التنمية والابتكار يُجسّد يوم التأسيس الاستقرار السياسي والتطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية منذ نشأة الدولة السعودية الأولى، ويعكس ارتباطًا وثيقًا بالمشروعات التنموية الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- في إطار رؤية السعودية 2030. ويؤكد هذا الترابط على استمرارية مسيرة البناء والتطوير، حيث مثّل تأسيس الدولة السعودية الأولى انطلاقة نحو الوحدة والاستقرار، فيما تُعد رؤية 2030 امتدادًا لهذه المسيرة، من خلال بناء اقتصاد حديث وتنفيذ مشروعات عملاقة تُرسّخ أسس التنمية المستدامة والازدهار. ويُنظر إلى رؤية 2030 باعتبارها امتدادًا لمسيرة التطوير التي انطلقت مع تأسيس الدولة السعودية الأولى، حيث تواصل القيادة السعودية العمل على بناء مستقبل مستدام يرتكز على الابتكار والتنمية، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة رائدة عالميًا في مختلف المجالات. ولا يقتصر يوم التأسيس على كونه ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد لمسيرة متواصلة من التطور يقودها اليوم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر مشروعات طموحة تعزز مكانة المملكة كنموذج عالمي في التنمية والابتكار، تمامًا كما كانت الدرعية رمزًا للريادة في القرن الثامن عشر. ومن أبرز المشروعات التي تعكس هذه الرؤية: نيوم، ذا لاين، مشروع القدية، مشروع البحر الأحمر، مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، مدينة أوكساجون، طرح أرامكو للاكتتاب العام، والطاقة النووية، والتي تسهم جميعها في ترسيخ موقع المملكة على خارطة التقدم العالمي. .ويقود سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العديد من المشروعات الطموحة التي تهدف إلى تحقيق رؤية السعودية 2030، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط وتعزيز التنمية المستدامة، وفيما يلي أهم المشروعات التي أطلقها سموه. «مشروع نيوم» يُعد مشروع نيوم أحد أضخم المشروعات التنموية في العالم، حيث أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2017 كجزء من رؤية السعودية 2030. يهدف المشروع إلى إنشاء مدينة ذكية ومستدامة تمتد عبر مساحة 26,500 كيلومتر مربع في شمال غرب المملكة، على ساحل البحر الأحمر، كما يهدف لإعادة تعريف مفهوم المدن من خلال دمج أحدث التقنيات مع البيئة الطبيعية، ليصبح مركزًا عالميًا للابتكار والاستثمار، ويجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والطبيعة الخلابة لتعزيز جودة الحياة وجذب الاستثمارات العالمية، ويركز مشروع نيوم على تطوير قطاعات رئيسية تشمل: الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والصحة، والترفيه، والسياحة، ما يجعله نموذجًا للحياة العصرية المستدامة، كما يطمح إلى تحقيق صفر انبعاثات كربونية، معتمدًا على مصادر طاقة نظيفة مثل الرياح والشمس، وتضم نيوم عدة مشروعات فرعية، أبرزها: ذا لاين وهو مدينة ذكية بطول 170 كم خالية من السيارات والانبعاثات الكربونية، وتعتمد على الذكاء الاصطناعي والتنقل الفائق السرعة. وتضم نيوم أيضًا أوكساجين (Oxagon)، وهو أحد المشاريع الكبرى التابعة لنيوم في المملكة العربية السعودية. أوكساجين هي مدينة صناعية مستقبلية تهدف إلى أن تكون أكبر مدينة عائمة في العالم، وتقع على ساحل البحر الأحمر، وأهم مميزات أوكساجين أنها أكبر مدينة صناعية عائمة: تمتد على مساحة كبيرة داخل البحر، ما يجعلها نموذجًا فريدًا للمدن المستقبلية، وستكون مركزًا متقدمًا للصناعات الذكية، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتعتمد أوكساجين بالكامل على الطاقة المتجددة، مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، وستضم أحد أكثر الموانئ تطورًا في العالم، مما يسهم في تعزيز التجارة والشحن البحري، وستركز على الصناعات البيئية والمستدامة، مثل صناعة السيارات الكهربائية والطب الحيوي، ومن أهداف المشروع تعزيز الاقتصاد السعودي من خلال الصناعات المتقدمة، وتوفير آلاف الوظائف في مجالات التكنولوجيا والصناعة، وتحقيق رؤية السعودية 2030 عبر الابتكار والاستدامة، ودعم سلاسل الإمداد العالمية من خلال موقعها الاستراتيجي. وأوكساجين ليست مجرد مدينة صناعية، بل هي نموذج لمستقبل المدن الذكية والمستدامة، وبفضل رؤية سمو ولي العهد الطموحة، فإن نيوم سوف يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة، ويؤكد مكانة السعودية كوجهة للاستثمار والابتكار. «مشروع القدية» يعد مشروع القدية أحد المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية، ويُعد الوجهة المستقبلية للترفيه والرياضة والثقافة. يقع المشروع على بعد حوالي 40 كيلومترًا من العاصمة الرياض، ويهدف إلى أن يكون أكبر مدينة ترفيهية من نوعها في العالم، حيث يضم منتجعات سياحية، ووجهات ترفيهية، ومرافق رياضية عالمية، ومسارات للمغامرات، ومناطق ثقافية وفنية، وأهم مميزات مشروع القدية استحداث مدينة ترفيهية عالمية تضم الحدائق الترفيهية والألعاب، مثل مدينة Six Flags العالمية، وهي واحدة من أكبر مدن الألعاب في العالم، ومرافق رياضية متقدمة: تحتوي على مجمعات رياضية ضخمة تشمل حلبات سباق، ملاعب جولف، ومنشآت رياضية عالمية المستوى، وتوفير مناطق طبيعية للتخييم، مسارات للهايكنج وركوب الدراجات، ومغامرات في الجبال والصحاري. وتضم القدية مراكز ثقافية وفنية تحتوي على متاحف، مسارح، ومعارض فنية تعكس الهوية والثقافة السعودية، ويضم المشروع شبكة طرق متقدمة، ومنشآت سكنية، وتجارية، وفنادق فاخرة، ويهدف المشروع إلى تعزيز السياحة الداخلية وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وأن يكون مركزًا رئيسيًا للمنافسات الرياضية العالمية والفعاليات الثقافية، وسيصبح مشروع القدية وجهة سياحية رائدة عالميًا بمجرد اكتماله. «البحر الأحمر» يُعد مشروع البحر الأحمر واحدًا من المشاريع السياحية الكبرى في المملكة العربية السعودية، وهو جزء من رؤية السعودية 2030، ويهدف المشروع إلى تطوير وجهة سياحية عالمية فاخرة على ساحل البحر الأحمر، تعتمد على الاستدامة البيئية والتقنيات الحديثة، ويقع المشروع على الساحل الغربي للمملكة، بين مدينتي أملج والوجه، ويمتد على مساحة 28,000 كيلومتر مربع، تشمل أكثر من 90 جزيرة طبيعية، بالإضافة إلى الشواطئ والجبال والصحاري، وأهم مميزات المشروع الاستدامة البيئية حيث يعتمد على الطاقة المتجددة، ويمنع استخدام البلاستيك الأحادي، كما يحافظ على التنوع البيولوجي. ويضم منتجعات وفنادق عالمية المستوى، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية ورياضية، ويقدم أنشطة مثل الغوص، ورحلات السفاري، واستكشاف المواقع التراثية، وسيتم الاعتماد على وسائل نقل مستدامة، مثل السيارات الكهربائية والطائرات المائية، ومن أهداف المشروع جذب السياح من مختلف أنحاء العالم وتعزيز السياحة الداخلية، وإيجاد فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني. ويُعتبر مشروع البحر الأحمر خطوة كبيرة نحو تحويل السعودية إلى وجهة سياحية عالمية، مع التركيز على الفخامة والاستدامة. ومن المتوقع أن يكون المشروع جاهزًا لاستقبال الزوار خلال السنوات القليلة القادمة، ليصبح واحدًا من أبرز المشاريع السياحية في العالم. «مشروع فريد» تُعد مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية أول مدينة غير ربحية في العالم، وهي مشروع فريد من نوعه يهدف إلى دعم الابتكار، وتمكين الشباب، وتعزيز التنمية المستدامة. وهذا المشروع جزء من رؤية السعودية 2030، يسعى إلى خلق بيئة متكاملة تجمع بين التعليم، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والثقافة. وتهدف المدينة إلى دعم الشباب ورواد الأعمال من خلال توفير بيئة حاضنة للابتكار والتطوير، وتعزيز القطاع غير الربحي عبر استضافة المؤسسات التعليمية والبحثية، تمكين المواهب المحلية والعالمية في مجالات التقنية والثقافة والفنون، إضافة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة، ومن أهم مميزات المدينة مراكز تعليمية وبحثية متقدمة تشمل الجامعات، والأكاديميات، ومراكز الابتكار والتدريب، وكذلك حاضنات ومسرعات أعمال تدعم المشاريع الناشئة في مجالات التقنية والاقتصاد الرقمي، ومرافق ثقافية وفنية تضم مسارح، متاحف، ومراكز للفنون والإبداع، وبنية تحتية مستدامة: تعتمد على الطاقة المتجددة، والمساحات الخضراء، والتنقل الذكي، إضافة لمناطق سكنية وتجارية توفر بيئة متكاملة للعيش والعمل والترفيه. وتُعد مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية نموذجًا جديدًا للمدن المستقبلية، حيث تجمع بين التعليم، الابتكار، والثقافة في بيئة مستدامة. ومن المتوقع أن تُسهم في تحقيق نقلة نوعية في تطوير الكفاءات السعودية وجذب العقول المبدعة من جميع أنحاء العالم. «طرح أرامكو يُعد طرح شركة أرامكو السعودية للاكتتاب العام (IPO) من أكبر الطروحات في التاريخ، حيث مثّل خطوة استراتيجية لتحويل جزء من ملكية الشركة إلى المستثمرين المحليين والدوليين، ويأتي هذا الطرح في إطار رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للإيرادات، وأهداف الطرح تنويع الاقتصاد ودعم رؤية 2030 عبر استثمار العائدات في مشاريع غير نفطية، إضافة إلى ذلك تعزيز سوق الأسهم السعودية بزيادة السيولة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتمويل مشاريع تنموية باستخدام العائدات لتمويل مشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة، وتحقيق الشفافية بتعزيز ممارسات الحوكمة والمساءلة في الشركة، وعن نتائج الطرح وتأثيره، فقد ارتفع سهم أرامكو بعد الإدراج، ما زاد من قيمة الشركة السوقية إلى أكثر من 2 تريليون دولار، وساعد الطرح في تعزيز مكانة «تداول» كأحد أكبر أسواق الأسهم عالميًا. وحققت المملكة بذلك سيولة مالية ضخمة لتمويل خطط التنمية، واجتذب الطرح مستثمرين محليين ودوليين، شهد الطرح اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين المحليين والدوليين، رغم تحديات الأسواق العالمية آنذاك. ، ويعتبر اكتتاب أرامكو خطوة تاريخية في مسيرة الاقتصاد السعودي، حيث عزز مكانة الشركة عالميًا وأسهم في دعم خطط التحول الاقتصادي. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها الطرح، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا من حيث جمع التمويل وجذب المستثمرين. «الطاقة النووية» تسعى المملكة العربية السعودية إلى تنويع مصادر طاقتها وتعزيز استدامتها من خلال إدخال الطاقة النووية السلمية ضمن مزيج الطاقة الوطني. المشروع الوطني للطاقة الذرية: وفي عام 2017، أُنشئ «المشروع الوطني للطاقة الذرية» بهدف تطوير واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. وتعد مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الهيئة المسؤولة عن تنفيذ المشروع الوطني للطاقة الذرية. تعمل المدينة على تطوير البنية التحتية اللازمة، بما في ذلك تحديد وتهيئة مواقع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة، والتي ستضم مفاعلين. كما قامت المدينة بتأسيس شركة نووية قابضة لمتابعة وتحقيق المصالح التجارية للمشروع الوطني للطاقة الذرية، وتسعى المملكة إلى التعاون مع دول رائدة في مجال الطاقة النووية، حيث وقعت في مارس 2015 مذكرة تفاهم مع كوريا الجنوبية لبناء مفاعلين نوويين من تصميم كوريا الجنوبية في المملكة. تمضي المملكة العربية الصعودية بخطى ثابتة في تطوير برنامجها النووي مع التركيز على بناء القدرات الوطنية والالتزام بالمعايير الدولية، بما في ذلك الحاجة إلى بناء القدرات الوطنية في مجال التقنيات النووية وضمان الالتزام بالمعايير الدولية للأمان والأمن النووي. مع ذلك، توفر الطاقة النووية فرصة لتطوير مصدر آمن وفعال وموثوق به وصديق للبيئة، مما يساهم في استراتيجية تنويع مصادر الطاقة في المملكة. وتولي المملكة أهمية كبيرة للالتزامات الدولية في مجال الأمن النووي، حيث انضمت إلى معاهدات واتفاقيات دولية مثل معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الأمان النووي، وتدعم المبادرات الدولية لتعزيز الأمن النووي، تواصل المملكة العمل على بناء أول محطة للطاقة النووية، مع التركيز على تحقيق معايير الأمان والأمن النووي، وتطوير الكوادر الوطنية في هذا المجال، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030، ومن خلال هذه الجهود، تسعى المملكة إلى تحقيق تنمية مستدامة في قطاع الطاقة، مع الالتزام بالمعايير الدولية للأمان والأمن النووي، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. القدية منطقة ألعاب ورياضات عالمية جامعة محمد بن فهد معقل علم عالمي الطاقة النووية أبعاد استراتيجية عالمية