في قلب العاصمة الرياض وتحديدًا بمنطقة عرقة القديمة التي يعود تاريخها لمئات السنين، المتميزة بالمعالم الأثرية، والمنازل التي تمثل الطراز النجدي الأصيل، وفي هذا الإطار يعكس "بيت عيسى التراثي" عرقة العريقة، وبرز كأحد المعالم في المنطقة، حيث يقبل عليه عدد كبير من الزوّار بأعمار متباينة، علاوةً على ذلك أصبح وجهة سياحية للسياح وللمواطنين ويتيح للزوار خوض تجربة حياة الماضي، والتعرف على أسلوب عيش الأجداد في النزل السكنية، وينقل عاداتهم وثقافتهم كالاطلاع على نمط حياتهم اليومي ومشاهدة الأواني والتحف التي تمثل جزءًا من حياتهم، وكذلك الأزياء النجدية، وذلك ما يعزز من تجربة الزائر وتمنحه رحلة متكاملة في زمن الأولين. وقال بدر بن مقيّل -المطور لقرية بيت عيسى التراثية-: مع هطول الأمطار تتدمر المنازل الطينية، وسعيًا مني في الحفاظ على تراث أجدادي بدأت في الترميم بمنتصف 2023م، وكانت نقطة الانطلاق هو منزل جدي عيسى، ومع نهاية ترميمه وإقبال الزوار عليه ساهم الجيران في عرض منازل أجدادهم للتأجير، وأن تكون تابعة لبيت عيسى، فبدأنا بالتوسع لنشمل جزء من المنطقة. وفيما يتعلق بآلية الترميم أوضح أن المواد المستخدمة كانت من نفس طين وحجر المنطقة، ولم يضاف لها مواد أخرى، مبيناً أنه تعاون مع شركة هندسية في سبيل جعل المنازل مماثلة لما كانت عليه في الماضي. وعن الخدمات المتوفرة في بيت عيسى ذكر أن المكان أصبح وجهة لأهالي المنطقة، حيث يقضون فيه وقتًا مميزًا في استرجاع ذكريات الزمن القديم، أو لعيش هذه الحقبة الزمنية من خلال استئجار أحد المنازل التي أُعيد ترميمها، أو الجلوس في الجلسات المخصصة للزوار، كذلك المقاهي التي تتخذ الطراز القديم مع لمسة عصرية، والدكان الذي يتوفر فيه منتجات قديمة قابلة للشراء، مشيراً إلى أن مجلس أبو حمدان يحظى بإقبال من قبل الشباب وكبار السن وأصبح ملتقى للتعارف ويتبادلون فيه أطراف الحديث. من جهتها وصفت تغريد شنار -إحدى زائرات بيت عيسى- المكان أنه جميل بما تحمله الكلمة، حيث استشعرت به زمن الأجداد بسبب موقعه في عرقة القديمة، مضيفةً أن أجواء النخيل وجلسة السطح ورائحة الطين التي تخرج من المنازل نقلتها إلى زمن لم تعاصره، مؤكدةً على أنه لن تكون هذه أول وآخر زيارة، فكلما شعرت أنها بحاجة إلى متنفس سيكون وجهتها الأولى. وعبّرت شيخة العتيبي عن مشاعرها في بيت عيسى قائلةً: المكان يجمع ما بين الماضي ونهضة الحاضر، وحقيقةً استرجعت ذكرياتي في تلك الفترة الزمنية، وجعلت أولادي يرون كيف كانت حياتي في السابق، وكيف كانت البساطة في مأكلنا وشربنا، مؤكدةً على أن إضافة المقاهي الحديثة خلقت جوًّا ومزيجًا بين الحقبتين. من جهةٍ أخرى صرّح بن مقيّل فيما يتعلق بالتوجهات المستقبلية لتطوير بيت عيسى قائلًا: في المستقبل القريب نعمل على جاهزية المكان ليوم التأسيس ليكون الوجهة الرائدة للاحتفاء مع أهالي المنطقة، وعلى مدى أبعد ستتضمن قرية بيت عيسى 11 منزلًا سكنيًا للتأجير، ومجموعة من المقاهي لنواكب التطور، أمّا المنازل المتحطمة نخطط لإعادة ترميمها وتحويلها إلى متحف للزوار، ليحظوا بتجربة لا مثيل لها، ويتفاعلون مع زمن الأولين ويستكشفون عمق تراثنا النجدي. جلسات خارجية مقدمة بيت عيسى البيت يتيح خوض تجربة حياة الماضي