هذا ما ينطبق على الوضع القائم في التنافس الكروي السعودي وخاصة بمن يسمونهم الأربعة الكبار أمام وزارة الرياضة "وفروعها المالية كما هو برنامج الاستقطاب" التي صنعت بفضل التمويل الحكومي الكبير جدا من فرقهم علامة فارقة لا تضاهى قاريا.. فحين يكثر التشكيك والنحيب على عدم التساوي فيما بين هؤلاء الأربعة في ظل أن الوزارة قد أنقذت ثلاثة منها من الديون الصعبة التي لا سبيل لسدادها من مواردها، ناهيك عن رفعها لمقام التفضيل حتى تنافس الوحيد فيما بينهم من أجاد إدارة مالية وعطاء كرويا.. بل قدرة على تحقيق الإنجاز.. فالأمر هنا يحتاج التوقف لمعرفة مكمن الخلل؟ هل هو في إدارات تلك الأندية أم من الأصوات التي حولها وأيضا هي صامتة تجاهها وعليه هي تشاركها مسؤولية التشويه القائم؟ نحن هنا لا ننكر على أحد أن يتمنى أفضل مما هو فيه.. لكن أن ينحى إلى البكائيات غير الحقيقية واستعطاف الشارع والمسؤول.. فتلك مصيبة لأنك لولا هذه الوزارة ما كنت في وضع التفضيل الذي أنت عليه، وأيضا لا ننكر أن كرة القدم التنافسية مليئة بالتحديات، وعنوانها الرئيس النقد للوضع القائم.. الأمر هكذا في سيدة الكرة الآن إنجلترا وفي معقلها القوي إسبانيا وفي الجديدة أميركا والعتيقة الصين.. في كل العالم.. هم ينتقدون.. لكن لا يكذبون ولا يشوهون.. والحقيقة الأكبر أنه لم يتم إنقاذهم ولا إعانتهم من الجهات الرسمية في بلادهم.. ولكن ملتزمون بأخلاق المنافسة.. نقول النقد لا التشويه والكذب والادعاء الباطل تجاه من أخرجك من قمقم الديون إلى سعة المنافسة، من السقوط في الدرجات الأدنى الى الحضور المبهر، هنا نقف عند المؤسسة الرياضية السعودية.. فهل كانت تستحق ممن أنقذتهم هذا الرد والادعاء تجاه جميلها، أم الإنصاف والذكر الطيب تجاه صنيعها العظيم؟ أين المصيبة؟.. لتعرفوها اذهبوا لأي تراجع لو بسيط لأحدها حتى لو تعادلا كنتيجة.. مباشرة يحدث الجزع والالتفات للمؤسسة الرياضية وإشباعها تشكيكا ونقدا، وكأن لا فضل قد حدث ولا إنقاذ تم لفرق ضاق الفيفا بمشكلاتها وعدم وفائها بالتزاماتها.. شخصيا كنت أتوقع أن يكون العتب والمطالبات تأتي من تلك الفرق التي لم تحصل على مثل ما حصل عليه أصحاب الديون المتراكمة حد مئات الملايين من الريالات فقد كان من حقهم أن يسألوا ويتمنوا.. هم يدركون قيمة النقد ويعرفون أن له حدودا لا تصل إلى المس بسمعة وكرامة وأمانة الآخرين، أما ما يصب في كرة القدم ونتائجها وإعدادها والتعامل معها فأجزم أن ذلك متاح بمنطق وعقلانية حين التراجع والإخفاق.. أو حتى حين النتائج غير المتوافقة مع القيمة التي يملكها الفريق. إشكالية الكرة السعودية لم تقف عند حد النقد.. بل إنها تتجاوزها إلى فاجعة أخرى وهو ما يذهب إلى تقبل القرارات، فبيننا من يفقد أعصابه وكأن الدنيا قد وقفت على رأسه حين فوز منافسه ليكذب ويختلق.. ناسيا او متناسيا أننا في ميدان كرة قدم ذلك الذي يقبل كل الاحتمالات في مضماري الربح والخسارة.. وكم من الأندية محليا وعالميا قد خسرت، وكم هابط وصاعد، وعليه بتنا متوترين خائفين كل صيحة هي الحرب.. ولا بأس أن نلطم ونردد الويل والثبور، وكأننا إزاء مأتم جماعي لا منتمين إلى الفعل الكروي.