تولي المملكة اهتماما كبيرا برفاهية مواطنيها والمقيمين على أرضها وزوارها وتعمل بشكل مستمر على تحسين جودة حياتهم، ويظهر ذلك التوجه بوضوح في العديد من الإصلاحات والمبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي تم إطلاقها تحت مظلة رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني ومنها برنامج «جودة الحياة» الذي تم إطلاقه في عام 2018 بمتابعة من طرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية،لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة في ذلك المنحى،ويصعب الإحاطة بحجم الإنفاق الذي تنفقه المملكة على تحسين جودة الحياة ورفاهية الإنسان فيها،لضخامة معدل ذلك الإنفاق ولتواصل التوسع فيه عاما بعد عام ومرحلة تلو أخرى بضخ المزيد من الاستثمارات والمشاريع الرامية لتحسين البنى التحتية وشتى الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية وعمل كل ما يسهم برفع مستوى حياة المواطن وتحقيق التنمية المستدامة،ويظهر ذلك في بلوغ إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة 2020 حتى العام 2020 نحو130 مليار ريال (34.6 مليار دولار)، منها مبلغ 74.5 مليار ريال (19.8 مليار دولار) إجمالي الاستثمارات المباشرة في البرنامج،كما شكلت النفقات الحكومية الرأسمالية منها مبلغا يزيد على 50.9 مليار ريال (13.3 مليار دولار) حتى العام 2020، واستثمارات متاحة للقطاع الخاص بمبلغ يصل إلى23.7 مليار ريال (6.3 مليار دولار) لنفس الفترة من خلال (220 مبادرة) تبناها البرنامج حتى العام 2020، ومع توالي العمل والإنفاق أسهمت مبادرات البرنامج بنحو 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 من إجمالي 21.9 مليار ريال (5.8 مليار دولار). النجاح الكبير الذي حققته المملكة في عملها الرامي إلى تحسين نمط حياة المواطنين والمقيمين في كل أرجاء البلاد، بصورة عامة، من خلال تطوير مختلف أنماط الحياة، وتحسين البنية التحتية، وتطوير مختلف القطاعات التي تُعنى برفاهية المواطنين والمندرج ضمن عمل برنامج «جودة الحياة» الذي لا يشمل الإنفاق عليه كافة أشكال الإنفاق الرأسمالي في المشروعات الكبرى ذات الصلة، مثل مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا وغيرها، إضافة إلى جميع المشروعات ذات الصلة التابعة للقطاع الخاص، والتي يصل إجمالي الاستثمارات فيها إلى أكثر من 86 مليار ريال (23 مليار دولار) كان دافعا ومحفزا قويا لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر الاستمرار في العمل بجد ورفع سقف المستهدفات،بدعم من الشركاء من القطاع الحكومي والخاص،إذ كان للبرنامج نتائج إيجابية ملموسة على صعيد مؤشراته الإستراتيجية، حيث حقق العام 2024 ميلادي نحو 22 مؤشر بنسب إنجاز 100% وأكثر كما أسهم البرنامج ب1.5 مليار ريال في الناتج المحلي في 2023، إضافة إلى تقدم البرنامج في تنفيذ 127 مبادرة متنوعة بالتعاون الوثيق مع 17 جهة تنفيذية،وتنامى معدل الاتفاقيات والشراكات التي عقدها برنامج «جودة الحياة» مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، لينجح خلال 2023 في تسويق عدد من الفرص الاستثمارية، وتنفيذها بقيمة 800 مليون ريال في مشاريع متنوعة تسهم في تحقيق مستهدفات جودة الحياة. إن استعراض وإيراد بعض الأمثلة وليس كلها لأنواع من الاستثمارات السعودية الناجحة في مجال الرفاهية وتحسين جودة الحياة يعكس ضخامة حجم الاستثمارات في هذا الجانب وجدواه ومن ذلك تمكن وزارة البلديات والإسكان وتحت مبادرة برنامج جودة الحياة المتعلقة بمشاريع أنسنه المدن والمدن الخضراء، من زيادة معدل نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة في بعض الأمانات، بمقدار بلغ 6.16 م2 للفرد متجاوزة المستهدف المخطط له 4.65م2 للفرد، إضافة إلى زيادة تغطية المدن بالمسطحات الخضراء وبإجمالي عدد حدائق بلغ 8,328 حديقة ومتنزهاً، بمساحة قدرها 161.5 مليون م2، فيما بلغ إجمالي عدد الملاعب 5,515 ملعبًا، وغُرست أكثر من 24مليون شجرة، واُستحدثت قرابة 222.9 مليون م2 من المساحات الخضراء، إلى جانب ذلك، زادت عدد المراكز الحضارية لتصل إلى257 مركزًا حضارياً، وسجلت عدد ساحات مواقف السيارات زيادة وصلت إلى 4،449 ساحة موقف، وكذلك زادت أعداد ميادين الاحتفالات لتصل إلى649 ميدانًا احتفاليًا،وافرز تواصل نجاح مبادرة تطوير المرافق والتخطيط العمراني لمشاريع الإسكان، إطلاق وزارة البلديات والإسكان بالتعاون مع البرنامج لمبادرة (الضواحي الخضراء)، الهادفة لزراعة 1.2 مليون شجرة في أكثر من 50 مشروعاً سكنياً في مختلف مدن المملكة،كما ظهر بوضوح نجاح مبادرة إنشاء وتطوير شبكة الطرق الحضرية؛ التي أسهمت في رفع نسبة رضا المستفيدين عن جودة الطرق، إذ بلغ إجمالي المنجز من أطوال الطرق المعبدة نحو 2،499 كيلو مترًا طولياً، كما تم استحدث أكثر من 146 ألف عمودٍ للإنارة، علاوة على ذلك أُسست 7 جسور جديدة، ليصل إجمالي الجسور في المملكة حتى نهاية العام الماضي 505 جسور، ونفقاً واحداً ليصل إجمالي عدد الأنفاق في المملكة 155 نفقاً، بينما أُنجز 6 جسور للمشاة ليصل عددها الإجمالي إلى 303 جسور. ومن الأمثلة الدالة على توسع حجم الاستثمارات السعودية في مجال الرفاهية وتحسين جودة الحياة ما يعيشه القطاع الرياضي والذي شهد خلال عام 2023، زيادة في نسبة الأشخاص الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية بشكل أسبوعي إلى 37% متجاوزًا المعدل المستهدف بنسبة 103%. كما سجل عدد تراخيص المنشآت الرياضية الخاصة ارتفاعًا وصل إلى 3039 ترخيصًا كما بلغ «عدد الأماكن التي يتم تنفيذ الفعاليات والبرامج الرياضية فيها « 2,793 موقعًا، وأيضا قطاع الترفيه حيث تم دعم الفعاليات العالمية وتأهيل الكوادر البشرية عبر مجموعة من البرامج التدريبية والتعليمية، ومنها برنامج منته بالتوظيف ل600 مستفيد، وتدريب 90 من قادة الترفيه، ولدعم وتحفيز الاستثمارات في ذلك النشاط أطلقت مسرعات الترفيه، وتضمنت مجموعة من الأنشطة، ومنها احتضان 28 مشروعًا ناشئًا، وعلى صعيد المؤشرات فقد زادت عدد الأماكن الترفيهية إلى 584 متجاوزة المستهدف بنسبة 169% بمؤشر « نسبة مساحة المولات بالمتر المربع على الفرد» وحقق المؤشر قفزة نوعية بنسبة 0.68 متر مربع/فرد، متجاوزًا المستهدف بنسبة 183%. أما عن عدد أندية الهواة فقد وصل إلى 569 متجاوزًا المستهدف بنسبة 142% ،وأيضا قطاع السياحة الحيوي فقد شهد قفزات نوعية هامة وتم تسجيل أكثر من 100 مليون زيارة سياحية إلى المملكة من الداخل والخارج مع نهاية عام 2023، أي قبل سبع سنوات من المدة المحددة مسبقًا لتحقيق هذا الهدف محققًا الهدف الاستراتيجي المسند إلى برنامج جودة الحياة (تطوير قطاع السياحة) ليرفع مستهدف 2030 إلى 150 مليون زيارة سياحية، كما بلغ حجم إنفاق السياح أكثر من 250 مليار ريال منها 135 مليار ريال للسياح الوافدين،كما تم العمل على العديد من الحلول المبتكرة والتطبيقات الإلكترونية، إذ حققت هذه المبادرات العديد من الإنجازات ضمن مشروع تطوير منظومة البيانات السياحية، بالإضافة إلى إتاحة فرص التدريب والتأهيل في القطاع للشباب السعودي من الجنسين، وأيضا نال القطاع الثقافي نصيبه فتم تمكين الاستثمار بإطلاق الصندوق الثقافي بمخصصات تقارب ال 181 مليون ريال، لتحفيز المشاريع الثقافية إضافة العديد من البرامج الأخرى منها إطلاق حاضنة فنون الطهي ودعم المشاريع السينمائية لإنتاج الأفلام، ليرتفع عدد الموظفين السعوديين في هذا القطاع إلى 216,878 موظفًا بنسبة بلغت 201% عن المستهدف ووليزداد عدد المنشآت الثقافية المكتملة ل45 منشأة، وارتفع عدد أيام الفعاليات الثقافية إلى 3934 يومًا، كما افتتح عدد من المتاحف، واكتملت أعمال التأهيل والترميم لعدد من المواقع التاريخية، منها قصر القشلة بحائل، وقصر الملك عبدالعزيز، وموقع جرش، إضافة إلى تشغيل المراكز الحرفية في المدينةالمنورة، وتبوك، والأحساء، وتسجيل موقع محمية بني معارض في قائمة التراث العالمي اليونسكو، كما شهد عام 2023 دعمًا كبيرًا لتطوير وتأهيل الكوادر السعودية الثقافية من خلال عدد من البرامج التعليمية والتأهيلية والتدريبية، كما أقام المعهد الملكي للفنون عددًا من البرامج والمبادرات التعليمية والتدريبية التي استفاد منها أكثر من 4 آلاف مستفيد، كما أعلن عن إطلاق شركة حرف السعودية التي تطمح لتوفير فرص عمل للحرفين.